أثارت عملية تسليم الهبة الملكية للشرفاء العلميين بضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، أمس الخميس، بمناسبة ذكرى وفاة المغفور له الملك الحسن الثاني، حالة من الجدل بين اللجنة الوطنية للشرفاء العلميين أتباع المشيشية الشاذلية التي يترأسها نبيل بركة، والهيئة العالمية للسلام والتعايش التي يترأسها خالد الإدريسي. واستنكرت اللجنة الوطنية للشرفاء العلميين أتباع المشيشية الشاذلية التي يترأسها نبيل بركة، وبشدة الأفعال اللاأخلاقية الممارسة بحضور ممثلي الحجابة الملكية السامية ملتمسين الرضا والعطف المولوي السامي متشبثين بالرعاية والعناية المولوية للمقام الكريم رافضين أساليب الاستفزاز والبلبلة الممارسة في جلسة دينية روحانية قوامها الذكر والدعاء وحسن الترحيب والتأدب مع ممثلي الحجابة الملكية السامية والوفد المرافق والسادة الشرفاء منتسبي المشيشية الشاذلية والزوار، وهي أفعال لا تمت إلى أخلاق الشرفاء وتعكس نوايا التوجهات التي تتزعمها المجموعة. وأكدت اللجنة الوطنية للشرفاء العلميين التي لا زالت قائمة إلى اليوم أنها ستسلك المساطر القانونية لردع هذه السلوكات ومن يتزعمها ملتمسة فتح تحقيق للوقوف على تفاصيل النازلة التي تمس بالمقدسات وتحول الحرم من فضاء للذكر والدعاء إلى قبلة للتفرقة والبلطجة بأساليب يستنكرها كل الشرفاء. وقالت اللجنة ، إنها تابعت بقلق شديد مجريات الأحداث الواقعة بحرم ضريح القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش أثناء الاحتفاء بمناسبة الذكرى الغالية على قلوب الشرفاء جميعا الذكرى 24 لفقيد الأمة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه، والتي كان يحتفى بها لعقود طويلة وفقا لما جرت به العادة والعرف قبل أن يحاول مجموعة من الأشخاص هدم هذا النظام القائم وتشويه المكتسبات الروحية للقطب مولانا عبد السلام ابن مشيش. في المقابل، استنكرت الهيئة العالمية للسلام والتعايش الفعل اللامسؤول الذي اقترف في رحاب ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش والمتمثل في تسليم الهبة الملكية الكريمة، التي أنعم بها أمير المؤمنين سيدنا المنصور بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره على هذا الضريح، بمناسبة ذكرى وفاة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته، للمندوب لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالعرائش بتوجيهات من مدير ديوان عامل هذا الاقليم. والتمست الهيئة العالمية للسلام والتعايش من الملك محمد السادس،التدخل شخصياً لاسترجاع حق المستضعفين من رعاياه الأوفياء الذي سلب منهم بطرق غير شرعية بتواطؤ مع مدير ديوان عمالة إقليمالعرائش والمندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حسب شهادات شرفاء وسكان المنطقة شباباً وشيوخاً، رجالاً وذكوراً، والذين يعيشون حالات نفسية سيئة ومتذمرة ويائسة. وحسب بلاغ استنكاري فقد اعتبرت الهيئة أن "هذا الفعل يدل على مدى مخالفة الأوامر الملكية السامية والاستخفاف والاستهانة بالمن والعطاء والرعاية المولوية التي يوليها العاهل الكريم لرعاياه الأوفياء الذين ينتظرون بشغف كبير هذا التكريم لما يرونه فيه من تعظيم وشرف وعز لهم ولمنطقتهم". وأضاف البلاغ، أنه "فعوض أن تسلم الهبة الملكية إلى مقدم الضريح أمام الشرفاء والحضور من والذين استقبلوا اللجنة الملكية المكلفة بذلك برئاسة الحاجب الملكي المحترم بانتظام و انضباط و ترحيب كبير، تم الاستحواذ عليها من طرف المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، أمام استغراب و احتجاج و استنكار أبناء و شرفاء المنطقة، حيث ناشدوا بإلحاح شديد اللجنة السالفة الذكر العدول على ذلك ، ملتمسين منها تسليمها إلى مقدم الضريح أو الدكتور جعفر الوهابي، الشريف العلامة و الناطق الرسمي للشرفاء و اللذان كانا متواجدين بجانب السيد الحاجب الملكي المحترم". وأشار البلاغ، إلى أن الظرف الذي يحتوي على الهبة الملكية للمندوب المذكور، سلم بإيحاء وإيعاز من مدير ديوان عمالة إقليمالعرائش، والذي من المفروض ألا يتدخل في هذا الشأن الذي يهم الشرفاء وحدهم دون غيرهم. ويعد هذا الفعل خرقا سافراً للمواثيق والأعراف المتداولة في أوساط الشرفاء وخطوة غير مسبوقة وغير محسوبة العواقب، حيث يعتبرونه المنطقة وشرفاؤها ظلما وتعسفاً من المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى العرائش وهو يهرول في زقاق البلدة اتجاه سيارته متبوعاً بصياح ساكنة مولاي عبد السلام بن مشيش المحتجة والمستنكرة لهذا الفعل اللامسؤول والمنشور في فيديوهات منابر إعلامية محلية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت الهيئة، أن كل الهبات الملكية سلمت بهذه المناسبة إلى مقدمي الزوايا و الاضرحة عبر و تمت تغطيتها من طرف وسائل الاعلام السمعية و البصرية الرسمية بنظام و انتظام و هدوء و طمأنينة، باستثناء ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش الذي شهد نشر عدد كبير من رجال الدرك و القوات المساعدة، دون أية تغطية صحفية رسمية لهذا الحدث الهام، مما يدل في اعتقاد السواد الأعظم من الناس و خصوصاً الساكنة المحلية على مؤامرة تحاك ضد هذه المنطقة لسلب ممتلكاتها و السيطرة عليها كما جرت عليه العادة في عهد النقيب السابق المتوفى و من بعده أسرته، كما جاء في محتوى الرسالة الموجهة إلى السدة العالية بالله أيده الله وحفظه من طرف الهيئة العالمية للسلام و التعايش، المسلمة إلى الديوان الملكي في 11 أكتوبر 2022، و المعززة بحجج وبراهين دامغة تثبت ذلك وبعريضة استنكارية واحتجاجية من ساكنة المنطقة.