أشرف السيد إبراهيم بنيعيش، من الحجابة الملكية، يوم الأربعاء بجبل العلم (إقليمالعرائش)، على تسليم هبة ملكية للشرفاء العلميين، بمناسبة الافتتاح الرسمي لموسم القطب مولاي عبد السلام بن مشيش. وجرى تقديم الهبة الملكية خلال حفل ديني كبير احتضنه ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، بحضور السيد محمد سعد الدين سميج، مكلف بمهمة بالحجابة الملكية، وعامل إقليمالعرائش السيد نبيل خروبي، وشخصيات مدنية وعسكرية وعلماء وفقهاء وحفظة القرآن وحفدة القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، إضافة إلى وفود من الأقاليم الجنوبية والقبائل الصحراوية التي تربطها بالشرفاء العلميين أواصر القرابة.
وقال نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة، متحدثا بالمناسبة، إن موسم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش يشكل فرصة لإبراز قيم الإسلام السمحاء المثلى، التي تعلق بها القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، والقائمة على التسامح والتعايش بين الأديان، وقبول الاختلاف وتخليق الحياة، مؤكدا الالتزام بتشجيع نشر المبادئ التي تقوم عليها المدرسة المشيشية الشاذلية، من خلال تنظيم ندوات علمية يلتئم خلالها العلماء والمفكرون من المغرب وباقي بقاع العالم، لملامسة القيم الروحية لهذه المدرسة.
واعتبر أن مشاركة شرفاء الأقاليم الجنوبية للمملكة في هذا الحفل الديني هو دليل ساطع على عمق الوشائج والأواصر بين أبناء الأمة المغربية وتشبثهم الدائم بأهذاب العرش العلوي المجيد وثوابت المغرب الدينية والوطنية.
والتمس نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة، باسم حفدة القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، من ممثلي الحجابة الملكية إبلاغ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس امتنانهم لهذه الالتفاتة المولوية التي دأب جلالته، حفظه الله، على تخصيصها لشرفاء المنطقة ولساكنة جبل العلم، وتجندهم وراء جلالة الملك المؤتمن الأمين على وحدة المغرب وصيانة مقدساته.
من جانبه، أكد ممثل قبائل الأقاليم الجنوبية للمملكة أن مشاركة وفد الأقاليم الجنوبية في هذا الحفل الديني تقوي روابط الدم بين شرفاء شمال المملكة وجنوبها، وتترجم في الواقع الروابط التاريخية التي توحد مكونات الشعب المغربي الأصيل، مضيفا أن إحياء موسم الولي مولاي عبد السلام بن مشيش سنويا يهدف إلى تكريس القيم النبيلة للمدرسة المشيشية الشاذلية، والتي تتجلى، أساسا، في التضامن والسلام والتسامح مع احترام الثوابت الوطنية والحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة.
وتميز هذا الحفل بأجواء روحانية من خلال تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، كما تم بالمناسبة رفع أكف الضراعة الى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمزيد من الصحة وطول العمر، قرير العين بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأن يحقق سبحانه وتعالى على يدي جلالته الكريمتين كل ما يصبو إليه المغرب من نماء ورخاء وتقدم.
كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بأن يتغمد بواسع مغفرته ورضوانه جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما.