رغم ظهور الفنون الرياضية مبكرا بإسبانيا، خاصة فن الملاكمة انطلاقا من القرن الثامن عشر، إلا أنه لغاية سنة 1931 لم تعط إسبانيا أية رخصة لإقامة حلبة للملاكمة بمنطقة حمايتها بشمال المغرب، فقط سبق للإسباني خوسي أوربانو كريرو من ساكنة الناضور، أن تقدم بتاريخ 24 أبريل سنة 1930 بطلب إلى الإقامة العامة الاسبانية بتطوان، لإقامة حلبة للملاكمة وسط حديقة بيته المخصصة لتربية الدواجن بالناضور.ولكن الطلب رفض. ولم تعرف تطوان فن الملاكمة إلا انطلاقا من سنة 1931 حيث بدأت العروض المسائية للملاكمة تقام في بعض الساحات بالمدينة كل يوم أحد. وصارت تتقاطر على تطوان أفواج من الملاكمين الأبطال من إسبانيا وغيرها، للمشاركة في مثل هذه العروض الاحتفالية لخيرة أبطال إسبانيا في الملاكمة. وفي رسالة من المراقب المدني إلى الإقامة العامة الإسبانية مؤرخة في 25 مارس 1931 ما ملخصه: هناك إجماع شعبي بشأن الاحتفالات التي تقام بتطوان، ومن ضمنها الملاكمة التي أصبحت تشكل بداية نهضة بالمدينة ، من خلال المباريات التي تقام بها لجانب الخير والإحسان، واحتراما للنظام العام.) وتقدم تاريخ فاتح أبريل 1931 السيد عمران وكوهين ملك المؤسستين السينمائيتين: "الملكة بيكتوريا" سابقا و ( المسرح الوطني حاليا) الواقع بالمصلى القديمة بتطوان، والمغلق الآن بعد تهدمه، وسينما إسبانيول - بطلب إلى الإقامة العامة الإسبانية من اجل الترخيص بتقديم عروض مسائية للملاكمة على خشبة المسرحين المذكورين. إلا أن الجواب الأول للإقامة العامة بتاريخ 7 أبريل 1931 كان سلبيا باعتبار أن منطقة الحماية الإسبانية بشمال المغرب، محظر فيها إقامة مثل هذه العروض المسائية للملاكمة . وإذا كان يسمح بذلك، فقط لتخصيص الأرباح للأشخاص المحتاجين أو للشركات الاقتصادية التي ترعى مصالح المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن أجل الموافقة ، فإن المؤسستين يجب عليهما إعادة الطلب، والإشهاد بتخصيص الأرباح الناتجة عن أمسيات الملاكمة للجهات الخيرية. هكذا ولأول مرة في تاريخ المدينة. يتم الترخيص بهذه العروض تحت سقف بعض الشروط الضرورية، وفي مقدمتها الإشراف الكلي والتدخل المحلي للسلطات الإسبانية. وتقديم برنامج مفصل لعدد الدورات لهذا العرض، وتحميل مسؤولية الخطأ الناجم عن ذلك إلى المؤسسة المنظمة. وتحويل الأرباح إلى المؤسسات الخيرية، مع التنبيه غلى أن المتلاكمين يجب أن يكونوا من جنس واحد، وأن يكونوا محتكين بأبطال محترفين، ويمكن جلبهم من داخل إسبانيا. لما تتطلبه هذه الرياضة من جودة عالية. وقد نجحت فكرة عروض الملاكمة بالمساريح بتطوان، شأنها شأن غيرها من مدن الشمال بكل من أصيلة والعرائش والقصر الكبير، والحسيمة، والناظور ولقيت إقبالا شديدا من مختلف الأطياف المتساكنة، من إسبان، ويهود، ومغاربة، حتى غذت قبلة لكل عرض ينظم. ورأت إسبانيا وجود فراغ قانوني برتب رياضة الملاكمة بشمال المغرب، فأصدرت بتاريخ فاتح أبريل سنة 1931 قرارا ينظم قواعد هذه المهنة، حيث 1- يلزم ويمنع على جميع الملاكمين ولو كانوا محترفين، الظهور أمام الجمهور إلا إذا كانوا متدربين، ومتمكنين من مهنتهم. 2- لا يمكن للمجموعات المشاركة في الملاكمة أن تبارز مجموعة أخرى أقل منها وزنا: ورتب القرار هذه الأوزان على الشكل الآتي: - وزن الذبابة حتى 50 كيلوغرام. - وزن الديك 53 كيلوغرام. - وزن الريشة 57 كيلوغرام - الزن الخفيف 61 كيلوغرام. - الوزن الخفيف الوسط لغاية 66 كيلوغرام. - الوزن الثقيل 79 كيلوغرام. 18 تمودة العدد: 397/ من 14 إلى 20 يناير2013