"العدد الأخير".. لقاء ثقافي بتطوان لتقديم آخر الإصدارات الأدبية والثقافية بالمغرب
احتضنت مدينة مرتيل، يوم الخميس المنصرم، لقاء ثقافيا لتقديم العدد الأخير لمجلتي "البيت" و"عيون السرد"، وذلك بمشاركة كل من رئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري ومديرة تحرير مجلة "عيون السرد" الناقدة سعاد مسكين. وأبرز الشاعر مراد القادري، في كلمة خلال هذا اللقاء الأدبي الذي جرى بحضور فعاليات ثقافية وأكاديمية ومهتمين بالرواية والشعر والسرد والأدب، أن مؤسسة بيت الشعر، من خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار "العدد الأخير" للتعريف بالمجلات الأدبية تروم نشر المعرفة الشعرية، وخاصة الشعر المغربي وهو يحاور الشعريات الأخرى عربية وكونية، والمقصود هنا مجلة "البيت"، التي صدر أول عدد لها سنة 2000 والتي تحتفل هذه السنة بعددها 32. وأكد رئيس بيت الشعر بالمغرب أن 32 عددا من مجلة "البيت" لا يتناسب مع السنوات التي عملت خلالها هذه المجلة، غير أن الوصول إلى هذا العدد أملته إكراهات وظروف خاصة حالت دون ذلك، لاسيما في السنوات الأخيرة، منها أساسا مشاكل النشر الورقي الذي إرتفعت سومته وكذا هيمنة النشر الإلكتروني، كما يمكن أن يعزى هذا التأخر لغياب الدعم والإعلانات والإشهار، الشيء الذي حال دون خلق إقبال ملحوظ على المجلات الورقية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، شدد مراد القادري على أن تنظيم هذا التقليد الثقافي الجميل بمدينة تطوان له دلالة عميقة ورمزية خاصة، على إعتبار أن تطوان ذات صيت وذاكرة مهمة في المجال الثقافي والأدبي منذ الثلاثينات من القرن الماضي على يد أسماء كبيرة جمعت بين السياسة والأدب. من جانبها، اعتبرت الدكتورة سعاد مسكين أن فكرة إصدار مجلة متخصصة ومحكمة في السرد نابعة من فكرة تطعيم المشهد الثقافي المغربي، الذي يتميز إما بالإهتمام عامة بالفكر والأدب والثقافة أو بالتخصص الذي لم يعمر طويلا، اللهم إذا تحدثنا عن تجربة مجلة البيت التي يصدرها بيت الشعر بالمغرب. وأشارت سعاد مسكين أن فرقة البحث في اللغات والتواصل وتحليل الخطاب التابعة للمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل "ارتأت لم شتات كل ما يتعلق بالفكر السردي والمعرفة السردية وفتح السرد على المجالات المتعددة التي تخص العلوم الإنسانية وخاصة الأنتروبولوجيا والوسائط الرقمية وعلم النفس أو علم التواصل أو علم الذكاء، على أننا لا نراهن في خطنا التحريري أن يكون السرد مخصوصا بالأدب فقط، بل نعمل على الانفتاح على مجالات أخرى". بدوره، أكد مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن هذا اللقاء يندرج ضمن برنامج ثقافي جديد لدار الشعر بتطوان والذي يعنى بتقديم المجلات الشعرية والأدبية والثقافية بالمغرب. واعتبر مخلص الصغير أن تطوان حازت قصب السبق في الإصدار الثقافي، حيث أن مجلة الأنيس صدرت هنا من الحمامة البيضاء سنة 1946 وبعدها بسنة صدرت أول مجلة متخصصة في الشعر وهي مجلة المعتمد التي أصدرتها الشاعرة الإسبانية ترينا ميركادير والشاعر المغربي الراحل محمد الصباغ والفنان التشكيلي الإسباني أنطونيو سالاس، لتتوالى بعدها المجلات في الخمسينات مثل مجلة كتامة والأنوار والمصور والحديقة وغيرها، مشددا أن مجلة المعتمد سبقت مجلة "شعر" اللبناينة ب10 سنوات. يذكر أن مجلة "البيت" قد أفردت في عددها الأخير حيزا لتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، في الذكرى العاشرة لرحيله، بعنوان "أمشي كأني واحد غيري"، وهو عدد خاص ضم قراءات نقدية وشهادات بمساهمة شعراء ونقاد من المغرب والعالم العربي، فيما تطل مجلة "عيون السرد" على المشهد الثقافي المغربي والعربي، حيث تتوزع مواد العدد الأول على مجموعة من المحاور، منها "عين على السرد الروائي" و"عين على السرد القصصي" و"عين على الميتاسرد" و"عين على السرد الوسائطي" و"عين على السرد الطفل" وعين على السرد التراثي".