كل طويل مهبول: المهبول، يطلق على الشخص المغفل والذي في عقله خلل. وهذا المثل في معنى المثل الذي تقدم (كل طويل خاوي). وقد تقدم قولهم أيضا: الطويل كلو هبيل. كل طير كيغني بغناه: أي إن كل طير يغني ويترنم ويطرب بغنائه. يقال عندما يعم الفرح والابتهاج، وينغمس الناس في بساط السرور والانبساط والانشراح، فلا تكاد ترى أحدا منهم إلا وهو يشدو ويغني ويتنغم. كما يقال عندما يتفنن المتفننون في إنتاجهم الأدبي والفني، ويتنافسون في ميادين الإجادة والإبداع. كل ظالم كيجيب لو ربي ما اظلم منو: كل ظالم يأتيه الله بمن هو أظلم منه. يقال – على سبيل الاعتبار أو التشفي – عندما يسلط الله الظالمين بعضهم على بعض، فيخف الضغط على الضعفاء والمساكين، ويتنفس الناس الصعداء، ولو برهة من الزمن. وقديما قيل: وما من يد إلا يد الله فوقها *** وما ظالم إلا سيبلى بظالم كل كلب ف بابو نباح: كل كلب في بابه نباح. أي إن كل كلب مكلف بحراسة بيت سيده، ينبح كثيرا على من يقترب من بابه، ما دام غير معروف لديه. ويكنى بذلك عن أن بعض الناس المأجورين الذين يبيعون ضمائرهم وأقلامهم وألسنتهم، إما بدراهم معدودة، وإما بوظائف محدودة، وإما بنحو ذلك من المغريات، كثيرا ما يطلقون لأنفسهم العنان في سب غيرهم، والتنقيص من شأن من لا يسير في ركاب أسيادهم وأولياء نعمتهم، وخصوصا من الأحرار الذين لا يرضون بالدون ولا يسمحون بأن يعتبروا إمعات، أو يعاملوا كأدوات وآلات في أيدي أصحاب السلطة والجبروت. ولا غرو في ذلك، فكل كلب في بابه نباح. كل لسان بإنسان: أي إن الشخص الذي يحسن عدة لغات، يكون بمثابة عدة أشخاص، لأنه يطلع على أفكار وعادات وأخلاق الشعوب التي يحسن لغاتها. يقال لتحبيذ إتقان اللغات، لما في ذلك من الفوائد لمن يحسن الاستفادة ولا يكون كالببغاء. والشأن فيمن له كرامة أن لا يفرط في لغته القومية ولا يعرضها للامتهان، ألا يستعمل غيرها من اللغات إلا في حالة الضرورة. كل ما ترعى المعزى ف قرون الجبال، کيوديه جلداه ف دار الدبغ: كل ما ترعاه المعزة في قمم الجبال، يؤديه جلدها في دار الدباغة، أي إن ما تأكله الماعزة في مراعيها، تؤدي ثمنه في دار الدباغة عندما تذبح وتسلخ ويوجه جلدها إلى دار الدباغة ليدبغ بها. يقال عندما يعاقب الشخص على ما قام به من عمل كان يظن أنه لا يؤاخذ به، ويقال للتنبيه على وجوب قراءة العواقب وعمل الحساب للمستقبل وعدم الغفلة أو الاندفاع. وقد يقال للتنبيه على أن ما يصيب الشخص، إنما هو نتيجة لما سبق منه، خيرا كان أو شرا. وبعضهم يقول: كل ما رعت . . . إلخ. وقد تبدل كلمة (ف قرون) بكلمة (ف ريوس) أي رؤوس. وبعضهم يقول: د كترعاه المعزا ف راس الجبل، كتوديه ف دار الدبغ. كل ما تشوفني، اصبر عليا نهار: كلما رأيتني، أنظرني يوما. يقوله بعض المدينين المسوفين المماطلين، لمن يطالبهم بأداء دينه. وقديما قيل: السلف تلف. وفي الدنيا – بكل أسف – مماطلون يتسببون بمماطلتهم وعنادهم في حرمان كثير من المستحقين من العطف والمساعدة والسلف والإحسان. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...