بأسى وحُزنٍ كبيرٍ، عبَّرَ عدد من المغاربة عما يختلجُ في صدورهم من مشاعرَ إزاءَ مقتل سائحتين اسكندنافيتين، تبلغان 24 و28 عاما من العمر، في منطقة جبال الأطلس السياحية التي تلْقَى رواجاً كبيراً لدى المتسلّقين في جنوب المغرب؛ فقد تحوَّل جدارُ إحدى ضحيتي "حادث شمهروش" على "فيسبوك" إلى "قبلة" لعدد من النشطاء المغاربة لتقديم العزاء والاعتذار لعائلات وأصدقاء السائحتين. ولقيَ آخر منشور للسائحة الدنماركية التي وُجدت مقتولة بالحوز، لويزا فيستراغر جيسبرسين، على صفحتها الخاصة بموقع "فيسبوك"، تعاطفا كبيرا من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والذي كتبت فيه: "أصدقائي الأعزاء، أنا ذاهبة في رحلة جبلية شهر دجنبر إلى بلاد المغرب من أجل اكتشاف جبل توبقال". وانهالتْ عباراتُ الحزنِ والأسى على حسابِ السائحة الدانماركية الذي يضمُّ صور رحلات التنزه وتسلق الجبال والتزلج، وعلّق محمد السالمي قائلا: "أنا حزين جداً لكتابة هذه الكلمات، إن قلوبنا مكسورة، لا أستطيع أن أصدق كيف يستطيع الإنسان أن يفعل مثل هذه الأشياء الفظيعة والوحشية والمستهترة لهذه الفتاة الجميلة والهادئة، لا أحد في بلدنا يمكن أن يستوعبَ الأمر". وكتبَ يوسف، المستقر في روسيا، قائلا: "إن الشعب المغربي سلمي وودي وممتع للغاية كما هو معروف في كل ركن من أركان هذا الكوكب" مضيفاً: "يحدث هذا لأن السلطات تعطي المجرمين عقوبة قانونية خفيفة.. أمّا سعيدة التي تعمّدت الكتابة بالإنجليزية حتى تصلَ رسالتها إلى عدد كبير من زوار حساب الراحلة، فقالت: "الجميع آسف جدا لهذه الخسارة. كل الناس في أمليل يخشون سمعتهم السلمية لأن هذا الحادث مقزز؛ لا توجد كلمات يمكن أن تصف مدى أسفنا لخسارتك. في نهاية المطاف، العائلة، الأخوات والإخوة، الأصدقاء والمواطنون، نقول إن قلوبنا حزينة بسبب هذه الخسارة وأفكارنا وصلواتنا معكم". وقال أيوب، طالب مغربي مستقر في أوكرانيا: "بالنيابة عن كل المغاربة، أريد حقاً أن أعتذر لعائلة لويزا، لا بد أن ابنتكم الجميلة كانت آمنة هنا، لكنها لم تكن كذلك، ونحن نعتذر عن ذلك. أود أن أنصح الجميع بأن يكونوا حذرين، خاصة النساء، هذا الاعتداء المخجل يمكنُ أن يحدثَ في كل مكان حول العالم، ليس فقط في المغرب، يمكنك أن ترى ما حدث للرحالة البريطانية في نيوزيلندا قبل أسبوعين فقط. مرة أخرى آسف عزيزتي لويزا لأننا لم نستطع أن نقدم لك الأمن". مغربي مقيم في دبي اختارَ أن يتوجه بعبارات الأسى إلى عائلة لويزا قائلا: "أعيش في دبي وأقدم التعازي العميقة لعائلتها وأصدقائها. إننا نتأسف لما حدث وصدمنا لمعرفة هذه المأساة المروعة والغضب الشديد لوفاة هاتين الشابتين. أتمنى لك رحمة الله ولك أن تستريحي بسلام". وقال مواطن آخر: "كرجل مغربي، أود أن أعرب عن آسفي لفقد فتاة جميلة وشابة في بلدي. هذه الأعمال لا تمثل حضارتنا وليست الطريقة التي يعيش بها الناس في المغرب، ولا حتى مناطقنا الجبلية. نحن نتأسف بشدة لفقدان شابتين في مقتبل العمر بسبب الأغبياء الذين لا يمثلون الإنسانية. خالص التعازي".