بين الحواري الضيقة لحي الديزة جنوب مدينة مرتيل، ينتصب المركز الاجتماعي والثقافي الذي شكل فرصة ثانية لمجموعة من نساء وشباب الحي لصقل كفاءاتهم ومهاراتهم في أفق الاندماج في سوق الشغل، على مساحة طابقين، يمتد المركز الاجتماعي الثقافي لحي الديزة مستقبلا العشرات من الوافدين كل يوم لتلقي تكوين متخصص على يد أطر مؤهلة في مهن من قبيل الحلاقة والطبخ والخياطة العصرية والفصالة والديكور، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة المضيق - الفنيدق.
ويهدف المركز، الذي يضم قاعة متعددة التخصصات وورشات للتكوين الحرفي وروض أطفال وإدارة ومرافق صحية، إلى توفير الظروف الملائمة لتكوين وتأطير المرأة والفتاة المنقطعة عن الدراسة والطفل ما قبل التمدرس، وتوفير فضاء تكويني للمستفيدين.
وقد استثمر الشركاء في المشروع غلافا ماليا بقيمة مليون و 262 ألف درهم، من بينها 300 ألف درهم عبارة عن مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لإنجاز هذه الوحدة الاجتماعية، التي شكلت بارقة أمل لعدد من المستفيدين، للحصول على تكوين يؤهلهم للاندماج في سوق الشغل وتحسين دخلهم. في هذا السياق، أبرزت مدير المركز، أسماء أهراو، أن المركز الاجتماعي الثقافي يتوجه بشكل خاص إلى الفئات الشابة وللمرأة، من أجل تأهيلهم وإدراجهم في سوق الشغل عن طريق تمكينهم من تكوين والحصول على دبلوم معترف به ما سيمكنهم في نهاية المطاف من الاندماج في سوق الشغل والانفتاح على آفاق اقتصادية واجتماعية أرحب.
وبالفعل، يتوزع المستفيدون من خدمات المركز على ورشات الديكور الداخلي (25 مستفيدة) والفصالة والخياطة العصرية (28 مستفيدة) والإعلاميات (7 مستفيدات) والطبخ (5 مستفيدات) والحلاقة (10 مستفيد ومستفيدة)، ومحو الأمية (35 مستفيدة).
وبإمكان المستفيدين بعد استكمال مدة التكوين واجتياز بنجاح مختلف مراحل التأهيل الحصول على دبلومات معترف بها من المكتب الوطني للتكوين المهني أو من التعاون الوطني، وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو الاندماج في سوق الشغل أو من أجل إطلاق مشروع ذاتي.
وأشارت أسماء أهراو، التي تشغل أيضا منصب رئيسة جمعية مبادرة الحي للتنمية الشبابية والأعمال الخيرية بمرتيل، المسيرة للمركز، إلى أن هذه المنشأة رأت النور بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تقدم مجموعة خدمات تتماشى وروح هذه المبادرة الملكية الرامية إلى العناية بالفئات الهشة والعمل على إدماجها في سوق الشغل.
كما اعتبرت أن المركز يقم أيضا خدمات ذات طابع تكويني وثقافي، من قبيل الإعلاميات وتوفير مكتبة للحي، تعتبر فضاء للمطالعة والتثقيف، وورشات أخرى ذات طابع فني من قبيل الموسيقى والمسرح والرسم. ولتسهيل استفادة النساء من خدمات المركز، يستقبل روض الأطفال الملحق بالمركز 48 طفلا موزعين على مستويين، حيث تسهر المربيات على العناية بالأطفال أثناء مشاركة أمهاتهم في الورشات التكوينية.