يشكل المركب الاجتماعي التربوي "القدس" بخريبكة، الذي أشرف على تدشينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 12 مارس 2012 ، واحدا من النماذج الناجحة للمشاريع التي ساهمت في تمويلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم. ويقدم هذا المركب ، الذي رصدت له كلفة مالية بلغت أزيد من أربعة ملايين درهم، خدمات وتكوينات لفائدة حوالي 600 مستفيدة ومستفيد في مختلف شعب الخياطة و الفصالة العصرية وفن السيراميك والحلاقة و التجميل والإعلاميات علاوة على روض للأطفال ومكتبة مفتوحة لتلاميذ الحي ومركز الاستماع والتوجيه للنساء ضحايا العنف و فضاء مخصص للجمعيات ومرافق صحية. كما يتوفر المركب، الذي يعد ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة التعاون الوطني ، مرافق تضم قاعة متعددة التخصصات وخزانة وروض للأطفال وقاعة للنسيج الجمعوي وقاعة لمحو الأمية وقاعات لتعليم الإعلاميات والحلاقة والتجميل والتكوين إضافة إلى حديقة للأطفال. وتتمثل أهداف المشروع،الذي تم تشييده على مساحة 2000 متر مربع ، في تكوين الشباب في مجالات مختلفة وتطوير مهاراتهم ومؤهلاتهم المهنية من أجل تمكينهم من الاندماج في سوق الشغل،وتكوين النساء من أجل تمكينهن من دخل قار، تطوير وتنمية أنشطة جمعيات الشباب والطفولة والإنصات للنساء في وضعية صعبة وتوجيههن. ويشكل الإقبال المتزايد على الاستفادة من خدمات المركز إحدى أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي نجحت في التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية وذلك بإنجاز العديد من المشاريع التنموية التي شملت دعم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية والأنشطة المدرة للدخل ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي، وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير مشاريع المبادرة. كما يعد إنجاز هذا المشروع ، الذي بدأت تزداد طلبات الاستفادة من خدماته يوم بعد يوم ، ترجمة حقيقة لفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعتبر تخطيطا استراتيجيا قادرا على التكيف مع متغيرات ومجريات عملية التنمية وتجسيدا لانفتاح الدولة على المجتمع من خلال نهج سياسة القرب والإنصات لانتظارات وتطلعات المواطنين بغية توفير جو من الثقة بين مختلف الفاعلين والمتدخلين وتخفيف العبء على الفاعل العمومي في تحمل أعباء التنمية. وقال المندوب الإقليمي للتعاون الوطني السيد فالق الواصي ، في تصريح بمناسبة الأسبوع الإقليمي الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن المركب الاجتماعي الذي أنجز في إطار المبادرة يعتبر نموذجا للمشاريع الناجحة بمدينة خريبكة لأنه استطاع في ظرف وجيز أن يشكل قنطرة لضمان الاندماج السوسيو- مهني للشباب و النساء، والنهوض بالأنشطة الثقافية والفنية ودعم العمل الجمعوي. وأضاف أن هذا المركب الاجتماعي، الذي يشرف على تسييره طاقم تابع للتعاون الوطني ، يدخل ضمن المشاريع الاجتماعية المندمجة التي جاءت لتدعم البنيات التحتية الاجتماعية خاصة بالأحياء المستهدفة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأبرز السيد الواصي ، من جهة أخرى، أن خصوصية المركب تكمن في كونه يجسد أحد الأهداف الكبرى التي جاءت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتمثلة في الالتقائية كهدف وطريقة في العمل، مشيرا إلى أن هذا المشروع يجسد مفهوم الالتقائية من خلال مساهمة عدة شركاء منها التعاون الوطني وبلدية خريبكة وثلاثة جمعيات من المجتمع المدني (جمعية نساء بلا حدود، وجمعية أصدقاء الأطفال وجمعية المبادرة النسائية). وتابع أن المركب ومنذ تدشينه عرف إقبالا هاما من لدن المستفيدين من خدماته حيث إن إدارة المؤسسة تجد صعوبة في الاستجابة لجميع طلبات الاستفادة، مبرزا أن النجاح الكبير والإقبال المتزايد على خدماته دفعت إلى التفكير في توسيع بعض فضاءاته خاصة روض الأطفال الذي استقبل هذه السنة أكثر من 140 طفل.