على مائدة إفطار رمضاني مع أصدقاء جدد استفسرني أحدهم راغبا في فندق جيد وسط المدينة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. كان صديقي الجديد يرغب في زيارة تطوان من أجل التبضع بالتزامن مع الشهر الفضيل واقتراب عيد الفطر، وأيضا أرادها فسحة لزوجته لإراحتها من مشقة أعباء البيت في شهر الصيام. و كراغب في استعراض معلوماتي عن تطوان شرعت في تعداد مميزات عدد من الفنادق التي يمكن ان يزورها الصديق، فنادق وسط المدينة من فئات ثلاث و أربع نجوم منها المستحدث و منها الذي أكل عليه الدهر، في الحقيقة وجدتني أمام اختيارات ضئيلة خاصة و أنه يبحث عن فندق لعائلة من خمس او ست أفراد، و شروطه كانت واضحة "النقاوة و المعاملة و الثمن" وجدت الصديق الفاسي القاطن بالعاصمة أعرف بفنادق تطوان مني، فكلما ذكرت واحدا إلا وعدد لي عيوبه، هذا فراشه سيء و هذا معاملة المستخدمين فيه غير ودودة و آخر مطبخه لا يرقى لتصنيفه و رابع ثمنه لا يعكس مستوى خدماته، أمام هذه الملاحظات المعقولة من جليسي وجدتني أقترح بعض الفنادق خارج مدار وسط المدينة، عند مدخلها أو مخرجها، و في النفس شيء من قلة ذات الصنيع. نبهني هذا الصديق لأسأل نفسي و استفسر كل من يسكن في تطوان خاصة من هم في خط التماس مع الزوار، سائقو سيارات الأجرة و الفنادق و المطاعم و المحال التجارية و باقي مقدمي الخدمات . أي صورة نسوقها عن مدينتنا؟ أي انطباع يتركه الزوار عنا؟ فإن كانت هذه ملاحظات واحد إلتقيته فكيف بالكثير من الزائرين الذين يفدون على المدينة، ما هي انطباعاتهم ؟ أعتقد أننا جميعا مسؤولون عن تسويق هذه الصورة..فكل زائر هو مرآة تعكس للكثيرين من حوله أصدقاءه عائلته و المقربون، عندما يستنصحك صديق اقترح علي فندقا أو وجهة أو طبيبا أو محاميا أو غير ذلك، تنطلق أساسا من انطباعك الشخصي عن هذه الوجهة، هذا الطبيب جيد "كيعطي الوقت للمريض" و هذا المحامي مماطل و آخر عكسه و هكذا .. و اعتقد أننا أمامنا الكثير لنكون خير مرآة لواقع مدينتنا .