نفى مصدر مصدر مقرب من مصالح القنصلية الإسبانية بمدينة تطوان، أن تكون السلطات القنصلية، تتشدد في منح الموافقة على طلبات الحصول على التأشيرة بالنسبة للمواطنين المغاربة، مشددا على أن هاته الأخيرة تقوم فقط بتفعيل مقتضيات القوانين المنظمة لدخول الفضاء الأوروبي.
وفي هذا الصدد أوضح المصدر المذكور، أنه لو كانت السلطات الإسبانية تتشدد فعلا في منح التأشيرات، لتم رفض 99 في المائة من الطلبات المقدمة إلى مصالحها، لأن الحجز الذي يقوم به المغاربة بالفنادق غالبا ما يكون وهميا، كما أن العديد من الحسابات البنكية يكون رصيدها غير كاف، ولا ينطبق على صاحبها صفة سائح حسب تعريف منظمة السياحة العالمية. وفي نفس السياق أوضح المصدر المذكور، أن الملفات "المقنعة" نسبيا غالبا ما تحظى بالموافقة خاصة إذا كان أصحابها يتوفرون على ضمانات حقيقية، وليست صورية، تؤكد عدم نيتهم في استعمال التأشيرة كمطية "للحريك ".
من جهة ثانية، كشف ذات المصدر أن هناك عوامل موضوعية تتعلق بالزمان والمكان تتحكم في عملية التشدد والمرونة في منح التأشيرات، فالمصالح القنصلية تأخذ بعين الإعتبار الأرقام الصادرة عن وكالات الهجرة الدولية، والتي للأسف تضع المغاربة على رأس قائمة المهاجرين الذين يعبرون مياه جبل طارق عبر قوارب الموت.
كما أضاف المتحدث معطى آخر، يتعق بالأرقام المهولة لعدد المغاربة الذين يطلبون جنسية إحدى الدول الأوروبية والتي تجعلهم يسبقون مواطني دولة الصين التي تمثل ربع سكان الكرة الأرضية، ويتفوقون على الهنود والمصريين والروس، وهذه كلها مؤشرات تجعل المصالح القنصلية تتعامل مع الطلبات المقدمة لها بحذر شديد. يذكر أن طلبات الحصول على تأشيرة "شنغن" بالمغرب عرفت ارتفاعا كبيرا منذ سنة 2009،حيث انطلقت من 270 ألف طلب، لتنتقل إلى 360 ألف طلب سنة 2013 ،لتصل إلى حوالي نصف مليون طلب حاليا.