عجلت الاعتداءات الارهابية التي شهدتها باريس في مناطق مختلفة، قبل أكثر من عشرين يوما، بوضع قيود جديدة خاصة بفيزا "شنغن"، حيث سيتباحث وزراء الداخلية الأوروبيين، غدا الجمعة إمكانية إلغاء أو تعليق نظام "شنغن" لإعادة السيطرة على الحدود الداخلية للبلدان الأوروبية على امتداد السنتين المقبلتين. وستخص الشروط الجديدة في فضاء "شنغن" عمليات المراقبة الخارجية، مع التعليق الكلي أو الجزئي لحرية التنقل داخل منطقة "شنغن"، إلى جانب فرض قيود أكثر صرامة بالنسبة للراغبين في الحصول على التأشيرة. وذكرت "فاينانشال تايمز"، أن الوزراء الأوربيين سيجتمعون غدا للتباحث حول إمكانية تعليق الفصل 26 من مدونة "حدود شنغن"، التي تحدد مدة لجوء أحد البلدان الأعضاء لمراقبة الحدود لأكثر من 30 يوما، ولا يمكن تمديد الفترة لأكثر من شهر، بدون إخبار البلدان الأخرى الأعضاء. وكشفت العمليات الإرهابية في باريس 13 نونبر الماضي، عن وجود ثغرات في نظام شنغن، خاصة بعد التأكيد أن عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر للاعتداءات دخل فرنسا، توجه الى بلجيكا في الشتاء ليخطط فيها لعملية أحبطت إثر مداهمة نفذتها الشرطة البلجيكية، وبعدها عاد إلى سوريا من دون أن يتم رصده. وقال مسؤول سابق في المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية "علينا أن نقر بأن فضاء شنغن غير منيع" موضحا، في حديث مع وكالة فرانس برس، أن "هذا الشاب (أباعوض) بسيرته وسوابقه كان يفترض أن يثير دخوله إلى أي مكان من فضاء شنغن انذارا أحمر". من جهة ثانية، تطرقت عدد من الصحف لتهديد استبعاد اليونان من منطقة شنغن وعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. وكتبت (دي فولكس كرانت) أن الاتحاد الأوروبي هدد باستبعاد اليونان مؤقتا من منطقة شنغن في حال رفصت أثينا التعاون لمراقبة حدودها. ومباشرة بعد تعرض باريس لهجمات إرهابية، أعلنت فرنسا إغلاق حدودها، ووقف منح تأشيرة "شنغن"، والسماح للمواطنين الأوربيين فقط بالدخول إلى أراضيها، قبل أن تؤكد مصادر "اليوم24" في القنصلية الفرنسية بالرباط أن إصدار تأشيرات المغاربة سيستمر بشكل عادي. وأضاف المتحدث نفسه، أن الاجراءات ظلت كما كانت عليه من قبل، وما على الراغبين في الحصول على "الفيزا" سوى التقدم بطلب الحصول عليها بصفة عادية. من جانبه، ذكر الموقع الرسمي للسفارة الفرنسية في الرباط، في منشور له، أن تأشيرات "شنغن"، الصادرة عن مصالحها القنصلية أو بقية الدول صالحة، إلا أن ما تم اتخاذه هو فقط تكثيف الحراسة وتشديد الاجراءات الأمنية على الحدود الفرنسية.