شأنه شأن السواد الأعظم من أبناء مدينة سيدي المنظري العظيمة، لم يولد الفاعل الاقتصادي، ومرشح حزب الميزان بمدينة تطوان "منصف الطوب"، وفي فمه ملعقة من ذهب أو فضة. ولم يترعرع في الأوساط المخملية، و لم يثبت قط أنه ورث أراضي وأصول وعقارات، كما حدث مع بعض المحظوظين . فمنصف الطوب ابن الطبقة الشعبية ، رأى النور داخل عائلة بسيطة، عائلة تعيش على العفاف والكفاف، أمه ربة بيت وخياطة، وأبوه نجار "صنايعي"، كانوا يقطنون بحومة " باب الرموز" بالمدينة العتيقة لتطوان . ربما قد تكون الحارة التطوانية الأصيلة التي ترعرع ونشأ فيها" منصف الطوب" ، فأل خير عليه، لينطلق منها، محلقا في عالم الأعمال والمقاولات، ويستنسر مفردا جناحيه داخل الفضاء الاقتصادي، وينحت عن جدارة واستحقاق، موطىء قدم داخل عالم الكبار . السر في تقديرنا وراء قصة نجاح منصف الطوب أن الكثيرين لا يعلمون ، أن الحارة الشعبية التطوانية التي احتضنته ،كانت في الزمن الجميل تتنفس التجارة والرخاء، وكانت تعتبر القلب الاقتصادي النابض لمدينة الحمامة البيضاء. و كان يطلق عليها اسم calle la luneta وتعني بالعربية زقاق" القمر الصغير" و كان يقطن بها جموع أبناء الطائفة الهندية الذين اشتهروا ببيع الساعات الفاخرة، والالات الكهربائية وأجهزة المذياع والراديو وغيرها من البضائع الشهيرة في ذلك الوقت . ومن المحتمل جدا أن هذه الخلفية الاقتصادية والتجارية التاريخية هي ما تفسر البدايات الأولى الموفقة، لمنصف الطوب الذي اختار العمل في القطاع الخاص والمبادرة الحرة. وهكذا وبعد أن اكتسب خبرة عملية في إحدى شركات القطاع الخاص، لم يطل به المقام طويلا ، حتى قرر خوض غمار المبادرة الخاصة. وفي هذا الصدد أسس شركة محلية مختصة بالسياحة والسفر وتنظيم الرحلات والحج والعمرة . وبعد نجاح التجربة بمدينة تطوان قام بالتوسع نحو طنجة عاصمة البوغاز، حيث أسس العديد من الشركات هناك، وقام بتشبيك reseautage،كل تلك الوحدات على شكل مجموعة مهنية تعتبر حاليا من أكبر المقاولات المهتمة بالنقل السياحي والأسفار بالمغرب . وبفضل حسه المقاولاتي الاستراتيجي كان "منصف الطوب "خلال أوج ازدهار قطاع السياحة والاسفار، يخوض تجارب استثمارية موازية، في مجال العقار وقطاعات أخرى ،وذلك لضمان الاستدامة وتنويع مصادر الدخل والحفاظ على التوازنات العامة لجميع مجموعته المقاولاتية . باختصار إن حومة باب الرموز ، وزقاق "القمر الصغير"، وتطوان والناحية في حاجة الى رجل من طينة" منصف الطوب" رجل ميدان وليس كلام في كلام ، رجل سيحاول أن يقنع التجار أن يعودوا إلى مدينة سيدي المنظري الشقيقة الصغيرة لغرناطة، من أجل استعادة التاريخ المشرق للمدينة، تاريخ الرواج الاقتصادي، والرخاء والازدهار والتعايش بين كل من يقيم فوق ارض تطوان، بغض النظر عن الدين والعرق والثقافة . إن العودة إلى تطوان العامرة تطوان الرخاء والخير هو ما يصبو إلى تحقيقه رجل الاقتصاد الغيور على مدينته ومنطقته" منصف الطوب " لأنه من اهل المدينة وأهل مكة أدرى بشعابها . بريس تطوان