محكوم عليها باستثمار مؤهلاتها السياحية وعمقها التاريخي والطبيعي أبرز منصف الطوب أن مدينة تطوان تتوفر على مؤهلات مميزة جدا لكنها تحتاج إلى تأهيل لتصبح وجهة سياحية بمقاييس عالمية. وأضاف رئيس المجلس الإقليمي للسياحة، في حديثه لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن القطاع السياحي بتطوان، ومنطقة «تاموداباي»، يتطلب تأهيلا للمناطق السياحية بطريقة عصرية، مع الابتعاد عن العشوائية التي تعيشها هاته المناطق، وكذا إنجاز مخطط محكم للتسويق والترويج وخلق شراكات إقليمية ودولية. وأشار منصف الطوب، أن مدينة تطوان استفادت في السنوات الأخيرة من مجموعة من البرامج والمخططات التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك، والتي تخدم بالأساس جاذبيتها السياحية والاقتصادية، وتدفع جميع المتدخلين لاستثمارها من أجل جعلها نقطة جذب سياحي واقتصادي لخلق الثروة وخلق مناصب الشغل. وذكر الطوب أن مدينة تطوان، ما بعد كورونا، محكوم عليها باستثمار مؤهلاتها السياحية وعمقها التاريخي والطبيعي، وهو ما يبرز في تحسن مؤشرات السياحة بمنطقة تطوان الكبرى في السنوات الأخيرة، حيث استقطب تطوان عددا كبيرا من الزوار الذين تستهويهم هذه المدينة والمنطقة ككل، حيث وصل عدد السياح في سنة 2018 إلى 55375 زائرا، كما وصل زوارها سنة 2019 إلى 76212 أي بزيادة 31% عن سنة 2018، فيما بلغ عدد ليالي المبيت في سنة 2018 إلى 112152 ليلة، وفي سنة 2019 إلى 145089 وهو ما يعادل 65% من الزوار المغاربة، و35% من السياح الأجانب، مما يؤكد بحسبه أن مدينة تطوان والنواحي تعد وجهة سياحية للسياح المغاربة، ولذا يجب تطويرها وتقديم عروض محفزة لتجاوز الموسمية التي تطبع السياحة الداخلية، والتي تقتصر على الموسم الصيفي وبعض العطل. وفي هذا السياق، يرى الطوب أن الفاعلين السياحيين مطالبون بتقديم عروض ومنتوجات سياحية تلائم الوضعية الاقتصادية للأسر المغربية، والاستفادة من التجارب الأوروبية الرائدة في تشجيع السياحة الداخلية، دون إغفال العمل على استقطاب السياحة الخارجية. وبخصوص رؤية المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، أوجز الطوب مقترحاته للنهوض بالسياحة الخارجية بإقليم تطوان والنواحي، بضرورة رفع الحصار عليها من خلال فتح خطوط جوية دولية ومحلية إلى مطار سانية الرمل تطوان، مشددا على أن المطار أظهر خلال عمليات إجلاء العالقين قدرته على استقبال طائرات من مطارات دولية. كما دعا الطوب إلى ضرورة فتح خط بحري يربط بين ميناء مارينا سمير أوالمضيق بالجزيرة الخضراء، في إحياء للخط البحري الذي كان يربط ميناء المضيق بميناء صخرة جبل طارق. وطالب منصف الطوب كذلك بضرورة فتح معبر للحافلات السياحية الأجنبية بمعبر باب سبتة وتسهيل العبور للسياح. وشدد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، على ضرورة ربط مدينة تطوان بالمنافذ البحرية والجوية المتواجدة بمدينة طنجة، من خلال تخصيص حافلة تربط بين ميناء طنجة المتوسطي وتطوان، وكذا تخصيص حافلة تربط بين مطار ابن بطوطة وتطوان، إضافة إلى دراسة إيصال خط السكة الحديدية إلى مدينة تطوان، مؤكدا على استحالة الإقلاع السياحي والاقتصادي لمدينة تطوان بدون منافذ وربطها بالمشاريع المهيكلة، التي عرفتها مدينة طنجة. وذكر الطوب أن المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، يتوفر على برنامج للنهوض بالقطاع السياحي بالإقليم، وذلك عبر التعريف بما تزخر به مدينة تطوان من منتوجات سياحية متنوعة، وبرامج للتنشيط السياحي بالمدينة لخلق الرواج التجاري في الإقليم، وكذا التكوين عبر خلق ورشات لكل مهني السياحة، وذلك من أجل كسب ثقة السائح المغربي بصفة خاصة، والعمل على جودة الخدمات. أما في ما يخص مستقبل السياحة بمدينة تطوان، يرى الطوب أن مدينة تطوان لها مستقبل زاهر في مجال السياحة، وخصوصا بعد أن تم إطلاق العديد من المشاريع والاستثمارات التي في طور الإنجاز، مثل مشروعي سهل مرتيل وترميم المدينة العتيقة، التي تعتبر من المشاريع التي ستساهم في زيادة استقطاب الزوار، حيث نتطلع، يقول الطوب، أن يكون لها إيجابيات كبيرة على مستوى الإقبال على المدينة، مما سيتيح خلق فرص شغل للشباب، وتحريك عجلة السياحة، مسجلا أنه خلال السنوات الأخيرة تم خلق عدة استثمارات في المجال السياحي، والتي من شأنها أن تسهم في جعل المدينة وجهة سياحية بامتياز، وذلك لما تتوفر به من وجهات مختلفة، منها ما هو جبلي وبحري وثقافي وكذا ترفيهي، وهو تنوع مطلوب للخروج من الموسمية التي تطبع السياحة بالمدينة. وبالنسبة لشراكات المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، شدد المتحدث أن المجلس الإقليمي بصدد التحضير لتوقيع شراكة مع بعض المجالس السياحية الأوروبية كإسبانيا وفرنسا وألمانيا، واتفاقيات محلية خصوصا مع جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي، والعديد من الجهات المعنية بقطاع السياحة، من جمعيات محلية ودولية تهتم بهذا المجال، مذكرا أن المجلس الجهوي للسياحة سبق له أن وقع اتفاقية شراكة مع دولة رومانيا، في 28 شتنبر من سنة 2019 بحضور سفيرة دولة رومانيا بالمغرب، بهدف فتح سوق السفر والسياحة والتعاون المشترك بين كل من البلدين المغرب ورومانيا.