جرى بملحقة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان، أول أمس السبت 28 شتنبر الجاري، التوقيع على اتفاقية شراكة بين المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان وغرفة التجارة والصناعة والخدمات والسياحة المغربية الرومانية، التي تروم خلق مناخ مناسب لتنمية وتنويع التبادل السياحي لفائدة مؤسسات البلدين والشركات السياحية بالمغرب ورومانيا، وترويج الوجهات السياحية خاصة منها مدينة تطوان. وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من منصف الطوب، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، وزهير ماغور رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات والسياحة المغربية الرومانية، بحضور سفيرة جمهورية رومانيا دانييلا بريندوسا بازفان والكاتب العام لعمالة تطوان كريم بوسلهام ورئيس المجلس الإقليمي بتطوان ورئيس جماعة تطوان وعدة شخصيات منتخبة وفاعلين اقتصاديين وسياحيين، إلى تعزيز وتثمين علاقات الصداقة العريقة التي تربط المملكة المغربية بجمهورية رومانيا وكذا تطوير وتنويع العلاقات الاقتصادية الواعدة بين البلدين. كما يسعى الطرفان، من خلال هذه الاتفاقية، إلى تشجيع الفاعلين في المجال السياحي لتنظيم المعارض السياحية بهدف الترويج للمؤهلات السياحية للمغرب ورومانيا، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين بالبلدين للاستثمار في القطاع السياحي خاصة بالشريط الساحلي لإقليم تطوان ومنطقة «تامودا باي»، هذا إلى جانب اقتحام السوق الرومانية في المجال السياحي. وفي كلمتها بالمناسبة أكدت سفيرة رومانيا بالرباط دانييلا بريندوسا بازفان، على الأهمية التي توليها بلادها للعلاقات مع المملكة المغربية، مثمنة مستوى المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وموضحة أن المغرب أصبح أول شريك تجاري لرومانيا بالقارة الإفريقية، ونموذجا للعلاقة الجيدة والمثمرة التي يمكن تنزيلها على المستوى الديبلوماسي بشمال إفريقيا والمغرب العربي. كما استعرضت السفيرة الرومانية أوجه التعاون المغربي الروماني، والذي يشمل عدة مجالات منها على الخصوص صناعة السيارات، والفلاحة والتعليم، مذكرة بالمناسبة بأن ما يزيد عن 1350 طالبا مغربيا يتابعون دراستهم بالجامعات والمعاهد الرومانية في مجالات مختلفة كالطب والصيدلة والهندسة، مبرزة كذلك أن المغرب استقبل في فترة الثمانينيات والتسعينيات أكثر من 500 أستاذ اشتغلوا في المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين المهني، حيث مازال بعضهم يقدم دروسا تقنية بالمؤسسات التعليمية المغربية. وفي ما يتعلق بالتعاون السياحي بين البلدين، أكدت السفيرة عن توفر الإرادة المشتركة لتعميق التعاون في القطاع السياحي خاصة السياحة الثقافية وسياحة الأعمال وتطوير المبادلات السياحية والاقتصادية بين البلدين، الذي من شأنه أن يدفع إلى إعادة فتح خط جوي مباشر بين الدارالبيضاء وبوخاريست، تعزيزا للعلاقات الثنائية والنهوض بها في المجال الاقتصادي والسياحي. من جانبه أكد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة لتطوان منصف الطوب، في ذات المناسبة، أن هذه الاتفاقية هي باكورة أفكار ومشاريع المجلس الإقليمي للسياحة لتطوان، الذي أحدث منتصف مارس الماضي، الرامية للنهوض وإنعاش القطاع السياحي بالإقليم. وأضاف الطوب أن مدينة تطوان تتوفر على مؤهلات طبيعية وتاريخية، ورصيد سياحي وثقافي متجذر، خاصة وأن المدينة العتيقة لتطوان تم تصنيفها تراثا عالميا إنسانيا سنة 1997 من طرف منظمة اليونيسكو، كما تم تصنيفها مدينة مبدعة في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية سنة 2017 من طرف شبكة المدن المبدعة التابعة لليونيسكو، مما يؤهلها لأن تكون قاطرة السياحة الثقافية وسياحة الأعمال بالجهة والمغرب ككل. وأشار الطوب إلى أن المجلس من خلال توقيعه على هذه الاتفاقية يسعى إلى تطوير وترويج مدينة تطوان والمناطق المجاورة لها بالشكل الأمثل، لأن مستقبل السياحة بإقليم تطوان لابد له أن يستغل المؤهلات والاستثمارات التي وضعتها الدولة ب»منطقة تاموداباي». باقي التدخلات وقفت على الجوانب التاريخية للعلاقات المغربية الرومانية بالمنطقة، حيث أن السواعد والكفاءات الرومانية هي من أنجزت وبنت ميناء «مارينا أسمير» الترفيهي، والذي يعد معلمة سياحية بالمنطقة، بالإضافة إلى أن التطوانيين مازالوا يذكرون الفنيين الرومانيين الذين سهروا على ترصيف شوارع مدينة تطوان، وخاصة شارع محمد الخامس، بالأحجار، والتي مازالت شاهدة على كفاءة العنصر البشري بالجمهورية الرومانية.