من الرائع أن تكون شابا في حاضرنا هذا فوسائل الترفيه لا تعد ولا تحصى ومن هنا علينا أن نتساءل بخصوص هذا الكم الهائل من التقنيات الحديثة للتواصل وما إذا كانت هذه التقنيات في طريقها لأن تدفع بشبابنا إلى الانطواء. و يفسر الانثروبولوجي محمد ناجي : «إن مراهقي الأمس كانوا أكثر بساطة من مراهقي اليوم . إن مراهقا في سن الثامنة عشرة آنذاك لم يكن يعرف ما يعرفه الآن مراهق في الرابعة عشرة وذلك بفضل التكنولوجيات الحديثة للمعلوميات والتواصل. فحياة الجيل السابق كانت أبسط مع إمكانيات مادية متواضعة ووسائل تكنولوجية شبه منعدمة» ويضيف: «على عكس جيلنا الحالي، فشباب الأمس كانوا من حيث المستوى الثقافي أكثر إلماما وتحديدا أكثر شغفا بالقراءة علما بأن شباب اليوم يعيش في ظروف أفضل». حان وقت التغيير أظهرت دراسة أنجزتها، مؤخرا، المندوبية السامية للتخطيط أن مراهقينا لا زالوا يفتقرون إلى النضج. ويعزى هذا التأخير في النضج إلى الشخصية العصبية للمراهق أو إلى وسطه العائلي أو الاجتماعي أو الثقافي. وتدعم هذه الدراسة نظرية أن الانحراف في هذه السن هو ظاهرة ذكورية بامتياز وإذا كان القانون يقنن هذا الانحراف، فإنه لا يأخذ بعين الاعتبار بعده النفسي والسيكولوجي. و لقد تم إصدار بعض التوصيات بشأن التعامل مع المراهقين في هذه المرحلة الحرجة مع التأكيد بأن الإخفاق الدراسي أو الاضطراب في السلوك لا يرجع بالضرورة إلى الحالة النفسية للفرد بقدر ما يرجع إلى بعض العوامل البيداغوجية والتربوية . أضف إلى هذا أن هذه الدراسة حاولت الإحاطة بالوضعية القانونية للمراهق، إلا أنها اقتصرت على التحقيق في ثلاثة جوانب قانونية تخص الحياة المدنية والاجتماعية والجنائية للمراهق. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن الهيئات الوزارية بالمغرب على غرار نظيراتها ببلدان أخرى تهتم بمسألة المراهقة حيث تم التركيز على تحليل دور ونشاطات بعض المؤسسات ذا الصلة كدور الشباب مثلا ونزل الطلبة والمؤسسات التعليمية ومراكز حماية الأطفال والمؤسسات الإصلاحية. المراهقة في أرقام 6.4- ملايين مغربي على وشك بلوغ سن الرشد أي ما يناهز خمس الساكنة. - حوالي%80 من المراهقين المغاربة متمدرسون %22 من المراهقين المغاربة يعيشون في المدن الكبرى 23% يعيشون موزعين على المدن الأخرى والبقية تعيش في البادية عن المندوبية السامية للتخطيط بريس تطوان