يبدو أن وحش معبر "طاراخال" الذي تربى على الفساد و"اللهطة"، وضرب كل القيم بما فيها إزهاق الأرواح ودهس الآخر في مشهد يشبه يوم الحشر من أجل الوصول "بالرُزمة"، أو "البولطو"، لم يعد يلحق الأذى بساكنة تطوان ،وسبتة وتلاميذ المدارس والمرضى فحسب، بل وصل شره المستطير إلى الفقهاء والأئمة . وفي هذا الصدد أفادت مصادر إعلامية إسبانية أن قائد الشرطة الوطنية الاسبانية بمدينة سبتة "ألفونصو سانشيز" عقد مؤخرا لقاء مع مسؤولي بعض الجمعيات الإسلامية، من أجل إيجاد حل مناسب للفقهاء والأئمة القادمين من المغرب، والذين يشرفون على تلقين أكثر من 3000 تلميذ اللغة العربية والتربية الاسلامية، بالمساجد والمدارس القرآنية. هذا وأوضح الفقهاء المذكورون لقائد الشرطة، أنهم ضحية الممارسات التي تقع بمحيط "طاراخال" بسبب الازدحام الشديد والمنع المتكرر لهم من دخول مدينة سبتة، رغم أنهم لا ناقة لهم و لاجمل فيما يتعلق بالتهريب، وأنهم يدخلون إلى المدينة، بناء على دعوة من القيمين على مساجد سبتة، بغية تلقين أطفال المسلمين أمور ومبادئ دينهم. من جهة أخرى إلتمس "العربي معطيش" الكاتب العام لمؤسسة الجماعة الاسلامية بمدينة سبتة من القائد العام للشرطة الاسبانية، تمتيع جمهور الفقهاء والأئمة "بجوازات مرور"، مؤشر عليها من طرف شرطة الحدود الاسبانية ،وذلك حتى يتسنى للفقهاء دخول المدينة دون حشرهم مع جموع المهربين والنساء الحمالات. واستنادا إلى تصريح أحد الحاضرين لهذا الاجتماع ،المدعو "ح، محمد"، فقد كشف أنه رغم الظرفية الدقيقة التي يمر بها معبر "طاراخال" في الظروف الراهنة، فان القائد العام لشرطة سبتة أبدى تفهمه الكبير لمشكل الفقهاء، واعدا اياهم ،بالعمل على حله في أقرب الأجال . وأصبح المعبرالحدودي "طاراخال" مصدر قلق دائم لشرطة الحدود الإسبانية ،حيث يعيش على إيقاع فوضى عارمة تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم، تصل في بعض الأحيان حد إطلاق الرصاص الحي، من طرف عناصر الشرطة و الحرس المدني الاسباني، لإيقاف بعض المهربين الذين يريدون اختراق الحواجز الأمنية عنوة وبسرعة جنونية، بواسطة سيارات مليئة بالسلع المهربة.
يذكر أن ثمن حمل "البولطو" والخروج به إلى المغرب وصل حاليا إلى 1000 درهم لكل رزمة، وهذا ما يفسر السعار الذي أصاب المهربين الذين أصبحوا مستعدين لفعل أي شيء، مقابل نقل أكبر عدد من السلع المهربة نحو المغرب .