الريع يمنع عمدة سبتة من حل كارثة "الديوانة" قال أحد المواطنين السبتيين طلب التحفظ على ذكر اسمه أن "الديوانة" المغربية الاسبانية، أوما يطلق عليها "لا فرونطيرا طاراخال" هي حالة لا يمكن وصفها بالمشكلة أو المعضلة بل كارثة انسانية بكل المقاييس الدولية، عانت منها الساكنة السبتية منذ ثلاث عقود و لازالت تعاني منها إلى يومنا هذا، في غياب أية مؤشرات انفراج تلوح في الأفق القريب، لوضع حد لهذه المأساة. وفي هذا الصدد أوضح المتحدث أن عمدة المدينة "خوان فيفاس "والذي هو في الحقيقة "رئيس الحكومة المستقلة لمدينة سبتة "،له صلاحيات قانونية ودستورية تخوله له التدخل مباشرة لإيجاد حل جذري لهذه الكارثة، لكن عائدات الريع السياسي La renta politica هي التي تجعله غير مهتم بالتعاطي الجدي مع هذا الموضوع. "العمدة" فيفاس" ليس كعمدة المغرب، إنه يشرف على جهاز الشرطة المحلية وهو جهاز مسلح وله دوريات وفرق تدخل قتالية، حيث يمكنه إصدار أوامر مباشرة إلى قائد الشرطة المحلية ،وهو بالمناسبة جينرال سابق في سلاح المشاة الاسباني ،له حق المنع الفوري من دخول سيارات "الباطيرا" والحمالات والسماسرة، وكل أصناف المهربين ، لأنه يدخل ضمن صلاحياته الدستورية،كما يمكنه أن يشرف شخصيا وميدانيا على تنفيذ أوامره على الأرض ،لكن هذا لن يحصل أبدا لأن العمدة "فبفاس"، بكل بساطة يقتات على أصوات كبار المهربين ". وفي نفس السياق كشف المتحدث المذكور، أن عمدة سبتة، الممثل المطلق للحزب الشعبي اليميني الحاكم يعتمد في اكتساحاته الانتخابية على مسلمي ومساجد سبتة أو ما يطلق عليهم "بالموروس" ،هؤلاء يدينون له بالولاء المطلق ويشكلون قوته الانتخابية الضاربة ،مقابل ضمان حمايتهم من الملاحقات أو ما يعرقل أعمالهم وتجارتهم ومصالحهم المرتبطة أساسا بالتهريب وتجارة العملة وغيرها من الأنشطة المشبوهة المرتبطة بالعالم السفلي "للديوانة".
وعن سؤال جريدة "بريس تطوان " لمصدرنا حول كون العمدة "خوان فيفاس " في خرجاته الاعلامية يعتبر أن مشكل "الديوانة" هو مشكل معقد وتتداخل فيه أطراف أخرى في اشارة الى المغرب واسبانيا ،أجاب قائلا "هذا الجواب هو مجرد تسويف ورمي الكرة خارج الملعب ،العمدة يعلم علم اليقين،أنه حتى لو قام المغرب بفتح حدوده على مصراعيها في وجه السلع المهربة ،فإن هذا لن يحل المشكل بل العكس من ذلك ،سيتضاعف أعداد المهربين الى مئات الألاف وستتحول "الديوانة" إلى ساحة حرب حقيقية بسبب اشتداد المنافسة بين المهربين حول من يصل الأول الى مخازن السلع المهربة بوادي "طاراخال"، إن العمدة "فيفاس "يعلم أن الحل لا يوجد بالرباط و لابمدريد ،الحل بيده لكنه يخاف من الكلفة الانتخابية لهذا الحل " يقول المواطن السبتي .