والسلطات السبتية تشدد الحصار عليهم وتمنعهم كليا من ذلك؟. عيد الأضحى بالمدينة السليبة سبتة، يطرح مجموعة مشاكل كل مرة بين السلطات السبتية والمجموعة المسلمة هناك، والذين هم المغاربة السبتيون بشكل عام. المشكل يتجلى بين رفض السلطات الاستعمارية السماح للمغاربة السبتيين، بإدخال خرفان العيد من المغرب عبر معبر «طاراخال»، حيث تشدد الحراسة وتمارس أبشع أساليب الضغط والمنع على كل من حاول إدخال خروف العيد، حيا أو حتى مذبوحا. الحزب الديموقراطي السبتي واتحاد مسلمي سبتة، إطاران يشكلهما غالبية مغاربة سبتةالمحتلة، بادرتا منذ أيام لمراسلة السلطات المحلية السبتية والسلطات المركزية بمدريد، للبحث عن سبل لتسهيل إدخال خروف العيد من المغرب، لاعتبارات مختلفة، بعضها ديني وبعضها مرتبط بالجودة و«اللذة» كما يقول الكثيرون. «الخروف الإسباني معلف بطريقة غير صحيحة، واللذة تختلف عن الخروف المغربي» يقول أحد المغاربة السبتيين. السلطات الإسبانية تلزم المغاربة السبتيين بشراء خروف العيد من داخل المدينةالمحتلة، حيث توفر لهم أعدادا متزايدة منه خلال هاته الفترة من السنة، غالبيته مستقدم من ضيعات منطقة قاديس، حيث التعليف يتم بطريقة بيولوجية في الغالب وليست طبيعية، مما يفقده فعلا لذته المعتادة في الخروف المغربي، كما أن هناك من يرى في الأمر دافعا دينيا، ويستبعد جواز تلك الخرفان كأضحية، وهو أمر لا يعتقده الكثيرون، كما أوضح مسؤول بإحدى الجمعيات الإسلامية بالمدينةالمحتلة. اتحاد مسلمي سبتة والحزب الديموقراطي السبتي، أكدا في مطلبهم على ضرورة مراعاة الشعور المغربي والديني في هذا الشأن، ملتزمين بتوفير مداومة بيطرية بمعبر طاراخال، لمراقبة الخرفان التي تلج المدينةالمحتلة، والتأكد من سلامتها ومطابقتها لمعايير السلامة المعمول بها ب «دول الاتحاد الأوربي». كما طالبت السلطات المغربية بدورها بمحاولة «التفاوض» بهذا الشأن والبحث عن سبل لتجاوز هذا المشكل. السلطات السبتية لم تصغ لا لهذا ولا لذاك، وكانت قد قررت منذ مدة المنع الكلي لدخول أية «حيوانات» من المغرب، خاصة منها الخرفان والدجاج وحتى السمك، معللة ذلك بالمساطر الصحية الصارمة التي يفرضها الإتحاد الأوربي على المناطق المنتسبة إليه. وهو ما دفعها لتشديد المراقبة على معبر باب سبتة والمعابر الأخرى الغير الرسمية التي يمكن أن تستعمل في «تهريب» الخرفان المغربية في اتجاه سبتةالمحتلة. الوازع ليس صحيا فقط، تقول بعض المصادر المطلعة بالمدينةالمحتلة، بل هناك أيضا الوازع الإقتصادي، حيث تحاول سلطات المدينة تنشيط اقتصاد بعض فلاحيها وتجارها المتخصصين في الخرفان، من خلال منع دخول الخروف المغربي، خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعيشها إسبانيا ككل وتأثر مستعمرتيها بها. علما أن هناك مشكل الثمن، حيث يتضاعف ثمن الخروف بالثغر المحتل عنه بالتراب المغربي، وهو واحد من أسباب مطالب السماح بجلب هاته الخرفان. حوالي 6000 خروف تحتاجه المدينة السليبة في هاته المناسبة، سيكون على الأسر المغربية اقتناؤه «قسرا» من هناك، سواء كان لحمه جيدا أم لا، كان جائزا للأضحية أم لا، المهم بالنسبة لتلك السلطات هو أن تنتعش تجارتهم في ظل كساد وأزمة اقتصادية خانقة.