شنت سلطات تطوان حملة واسعة ليلة أمس الثلاثاء لتحرير الملك العام بمدينة تطوان من الباعة الجائلين ،الذين احتلوا جل شوارع المدينة، و عمدوا إلى إغلاق جل الممرات و الطرق، محولين المدينة إلى أسواق عشوائية، طالت بعض المرافق الحيوية بالمدينة، ووضعت أصحاب المحلات التجارية على حافة الإفلاس.
تفاقم ظاهرة الباعة الجائلين في السنوات الأخيرة واحتلال شارع الجزائر بشكل كلي، وتطويق المعهد الثقافي الاسباني والفضاء المجاور لمسرح سينما إسبانيول بالفراشة، دفع السلطات بالمدينة لتظافر الجهود والضرب بيد من حديد على هؤلاء الباعة لتحرير المدينة من كل أنواع الفوضى والعشوائية وإعطاء المدينة رونقها وجماليتها المعهودة.
وقد قامت السلطات المحلية ليلة أمس بإنزال أمني مكثف مدعومة بتعزيزات من القوات المساعدة للتصدي للباعة الجائلين ،و تحرير شوارع المدينة من قبضتهم، حيث تمكنت وعلى مدار ساعات من إخلاء جل شوارع المدينة من الفراشة بدءا من شارع الجزائر وصولا للفدان ومحيط مسرح إسبانيول دون وقوع اشتباكات ما عدا بعض الملاسنات بين الطرفين.
للإشارة فحملة تحرير الملك العام تركت استياء كبير في نفوس العديد من الباعة الجائلين، وانقسمت آراء الشارع التطواني بين مؤيد للحملة ومعارض، وحسب تصريحات بعض هؤلاء أكد بائع متجول ينحدر من مدينة وزان أنه بعد تحرير الملك العام لم يعد لوجوده بتطوان طعم مضيفا " كنت أجني يوميا 200 درهم بعملي كبائع للفواكه بشارع الجزائر والآن الله ياخد الحق"، وأضاف بائع من مدينة قلعة السراغنة،" منذ أزيد من سبع سنوات وأنا أكتري مكانا بشارع الجزائر والآن أصبحت بدون عمل ومجبر للعودة إلى بلدي".
هذا ويتساءل عدد من المهتمين عن الوقت الذي يأتي فيه الدور على أصحاب المقاهي و المحلات التجارية الذين يضعون مربعات إسمنتية ، ومتاريس حديدية بالأرصفة و ممرات الراجلين في تحد سافر للقانون.
جدير بالذكر أن السلطات، و بتنسيق مع الجماعة الحضرية، عملت على إنشاء أسواق منظمة للقرب ببعض الأماكن المختلفة بالمدينة قصد استيعاب هؤلاء الباعة و توفير بديل لهم، ومن المنتظر أن يتم وضعها رهن إشارتهم خلال الأسابيع القليلة القادمة، في انتظار آخر الإجراءات.