من المنتظر ان تشرع سلطات تطوان خلال الأيام القادمة في شن حملة و اسعة ضد الباعة الجائلين ،الذين أصبحوا يحتلون جل شوارع المدينة ، و يعمدون إلى إغلاق جل الممرات و الطرق، محولين المدينة إلى أسواق، مما خلق نوعا من التذمر و الاستياء لدى السكان ، الذين يعانون الأمرين جراء انتشار هذه الظاهرة التي تقلق راحتهم، و تهدد أصحاب المحلات التجارية بالإفلاس . ظاهرة الباعة الجائلين بتطوان تفاقمت إلى حد لا يطاق خلال الخمس سنوات الماضية ،لا سيما بعد احتلالهم شارع محمد الخامس و شارع الجزائر بشكل كلي ،و لم يتركوا و لو ممرا واحدا إلا و زحفوا عليه، في فوضى عارمة لم تعرفها المدينة من قبل ،كما لم يسلم من ذلك المعهد الثقافي الإسباني و الفضاء المحايد لسينما إسبانيول اللذان تم تطويقهما بالكامل من طرف «الفراشة « . هذا و كانت السلطات المحلية قد قامت في وقت سابق مدعومة بتعزيزات من القوات المساعدة للتصدي للباعة الجائلين ،و تحرير شوارع المدينة من قبضتهم خاصة شارع محمد الخامس ، قبل أن يسجل تراجع غير مفهوم من قبل السلطات المعنية . و حسب العديد من المتتبعين فإن السلطات مدعوة للتعامل مع هاته الظاهرة بنوع من الصرامة ، حفاظا على الوجه الحضاري للمدينة ،الذي تضرر بشكل كبير جراء كثرة النقاط السوداء التي أفرزتها . احتلال الملك العمومي بتطوان لا يقتصر فقط على الباعة الجائلين، بل امتد إلى أصحاب المقاهي و المحلات التجارية الذين يضعون مربعات إسمنتية ،و متاريس حديدية بالأرصفة و ممرات الراجلين في تحد سافر للقانون الذي لا يطبق بحزم ضد هؤلاء المخالفين. هذا و تعتزم بعض الجمعيات المدنية إطلاق حملة واسعة بشأن تحرير الملك العمومي من قبضة الفراشة» أوالتجار غير النظاميين . للإشارة فإن السلطات ، و بتنسيق مع الجماعة الحضرية ، عملت على إنشاء أسواق منظمة للقرب ببعض الأماكن المختلفة بالمدينة قصد استيعاب هؤلاء الباعة و توفير بديل لهم ،و من المنتظر ان يتم وضعها رهن إشارتهم خلال الأسابيع القليلة القادمة .