عبر 70 شابا، خلال يومين فقط، من مدينة الفنيدق إلى سبتة، سباحة. وفي مشهد "صادم"، ارتمى عشرات الشباب في أمواج البحر العاتية، أمس الأحد، منفذين فرارا جماعيا من مدينة الفنيدق، نحو المدينةالمحتلة، وذلك بعد أن تسرب اليأس إليهم و قهرتهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية. في المقابل، وصلت مجموعتين مكونتين من 20 إلى 30 شخصا إلى ساحل سبتة، حيث تدخل عناصر الحرس المدني الإسباني وفرق الإنقاذ قصد إنتشالهم من المياه الباردة والتي أدت إلى تدهور حالة عدد من المهاجرين. هذا ولا يزال البحث جاريا عن عدد من المفقودين الذين انقطعت أخبارهم بعد إقدامهم على محاولة الهجرة، وأغلبهم شباب في مقتبل العمر ينحدرون من مدن الفنيدق، مرتيلوشفشاون. فيما لفظ البحر جثثا لآخرين، قاتلوا الأمواج ولفظوا أنفاسهم الأخيرة غرقا، من ضمنهم شاب متزوج وأب لأطفال كان يشتغل قيد حياته في مطعم للوجبات السريعة بالفنيدق قبل أن يقرر الهجرة إثر تداعيات الجائحة، وآخر في مقتبل العمر ينحدر من قرية اشماعلة بإقليم شفشاون حاول العبور رفقة الموكب نحو أحلامه بدوره، إلا أنه لقي مصرعه. في ذات الصدد، تجمع عدد من المواطنين في الجهتين معا، ساحل الفنيدق وساحل سبتة، لمعاينة الانتكاسة الاجتماعية، والتي تزيح الستار عن وضع مرّ تتخبط بداخله مجموعة من الأسر بالفنيدق والنواحي، خاصة في ظل الجائحة والقرارات المصاحبة لها، والتي جثمت على أرزاق المئات من العائلات وعمقت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، منتجة حياة الفقر والحاجة والمرض واليأس.