وصلَ عشية يوم الأحد، إلى مدينة سبتةالمحتلة، نحو 50 شابا من مدينة الفنيدق، بعدما قرروا الهجرة سباحة رغمَ سوء الأحوال الجوية والمد العاتي للأمواج البحرية، فيما لم يستطع حوالي 20 شخصا آخر من الوصول إلى الضفة الأخرى وفقًا لمعطيات الأولية. وقال مصدر حقوقي من مدينة الفنيدق لموقع "لكم" إنَّ بعض هؤلاء الشباب قرروا الخروج في مظاهرات جديدة بالمدينة خلال الأيام المقبلة وذلك، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية بعد إغلاق المغرب المعبر الحدودي مع سبتة، ورجحَ المصدر أن يكون بعض منهم خصوصا أولئك الذين اخفقوا في العبور أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة. وقالت صحيفة " ceutaldia" الإسبانية، نقلا عن مصدر في الحرس المدني الإسباني، أن 50 شابا وصلوا إلى اليابسة في سبتة، وقدمت لهم الإسعافات الأولية، كما تُبين صور اطلع عليها موقع "لكم"، قفز مجموعة من الشباب إلى البحر انطلاقا من ساحل الفنيدق بنية الوصول إلى الضفة الأخرى. وأكد المصدر ذاته أن اقدام هؤلاء الشباب على الهجرة سباحة إلى سبتة، جاءَ بعد التعامل السلبي للسلطات المحلية في الفنيدق، حيث لم تُحرك ساكنًا لمنعهم من الهجرة بعدما تجمع هؤلاء الشبان انطلاقا من كورنيش المدينة. ووفقًا لمصادر إسبانية، استمر تدفق المهاجرين غير النظاميين والقوارب المتجهة إلى شبه الجزيرة في التزايد، إذ وصل إلى ذروته في نهاية الأسبوع الماضي في أبريل، عندما تضاعف عدد المهاجرين الشباب. وفي فبراير الماضي، خرج المئات من المحتجين في مدينة الفنيدق في مسيرة رُفعت فيها شعارات نددت بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة، جراء استمرار إغلاق معبر مدينة سبتة، وعدم إيجاد بدائل اقتصادية للسكان. ومنذ قرار السلطات المغربية، في ديسمبر 2019، الإغلاق النهائي لمعبر باب سبتة أمام تجار السلع المهربة، تضررت مدينة الفنيدق بشكل كبير، وطاولت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية جل الفئات المجتمعية فيها، ما دفع شخصيات عمومية في المنطقة إلى توقيع نداء وجهته إلى الحكومة المغربية، من أجل إنقاذ المدينة من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي خلفها إغلاق معبر مدينة سبتةالمحتلة والتداعيات الناتجة عن جائحة فيروس كورونا.