انتشرت صور للافتة إعلانية تم تنصيبها ببعض شوارع المملكة، تحمل شعار "الخير لي تدير فيه.. هو متعطيهش" بوسم "بلاصتو ماشي في الزنقة"، مع صورة ليد طفل يتسول درهما. وأثارت اللافتة التحسيسية، والتي تعود لجمعية جود، جدلا كبيرا على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، إذ لقيت إستحسان فئة من النشطاء، فيما شهدت معارضة فئة أخرى والتي اتهمت الجمعية ب "قطع أرزاق" الأسر الفقيرة. هذا وقالت هند العايدي رئيسة جمعية جود، في تصريح صحفي، إن الجمعية ليست ضد إعطاء الصدقة، بل هي ضد إستغلال الأطفال من طرف شبكات "إجرامية"، في إشارة إلى أن الفقراء لا يرسلون أطفالهم للتسول وأن هؤلاء يتم إكتراءهم وإقحامهم في هذا النشاط الإجرامي قصد كسب عاطفة المارة. وعن الجدل الذي أثارته الحملة، قالت رئيسة الجمعية، ضمن ذات التصريح الصحفي، إن الأمر كان استراتيجيا ومدروسا، إذ انتظرت الجمعية جدلا واسعا وأراء مختلفة، باعتبارها الطريقة الوحيدة التي بإمكانها إنجاح الحملة. وتأتي الحملة التوعوية في ظل الارتفاع المقلق والمتزايد لظاهرة تسول الأطفال، إذ سبق وأن كشفت المندوبية السامية للتخطيط، في ذات الصدد، عن إحصائيات "مخيفة"، حيث فاق عدد المتسولين في المغرب 196 ألف شخص، من ضمنهم 62 ألف يحترفون التسول ويتخذونه كمهنة. وعلى غرار باقي المدن المغربية، باتت تشهد تطوان بدورها منذ مدة، خاصة بعد إنقضاء فترة الحجر الصحي، انتشارا "مهولا" لعدد الأطفال المتسولين، وبائعي المناديل الورقية والورود، إذ توسعت الظاهرة بالمدينة والمناطق المجاورة لها بشكل مريب، مما بات يدف ناقوس الخطر ويستدعي التدخل العاجل للحد منها. في ذات السياق، حذر مصدر حقوقي لبريس تطوان، من خطورة الوضع، ومما يمكن أن يترتب عن الظاهرة من آفات إجتماعية خطيرة أخرى، كإغتصاب الأطفال، وإدمانهم على الممنوعات، وكذا الانتشال والسرقة..، ناهيك عن الهدر المدرسي والذي يُعد "أولى درجات -انحراف- الطفل، خاصة الذي يخرج للشارع" وفق تعبيره. واعتبر ذات المصدر، أن الحد من الظاهرة يستوجب تدخل كل الجهات، وانخراطها بشكل فوري، "من وزارات معنية، وهيئات حقوقية، وجمعيات المجتمع المدني، وكذا المواطنين الغيورين على أطفال هذا البلد"، حسب قوله.