أطلقت جمعية "جود" لرعاية المتشردين، قبل أيام، حملة تحسيسية للتوعية ضد تسول الأطفال، تحت شعار "الخير لي تدير فيه هو ماتعطيهش" مناشدة المساندة من طرف المواطنين لمحاربة تسول الأطفال عبر الامتناع عن التصدق لصالح المستعنين بهم لهذه الغاية، وكذلك الأمر للأطفال محترفي التسول. ووجدت الحملة المذكورة ترحيبا على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما انتقدتها فئة معينة من منطلق أن أطفالا مشردين في الشوارع في حاجة إلى المساعدة المادية، لتوفير حاجتهم للأكل، مطالبين بإيجاد بدائل لهؤلاء الأطفال. وصرحت هند العايدي، رئيسة، ومؤسسة جمعية جود لرعاية المتشردين في حديثها ل"اليوم 24′′، أن تبعات تعليم الأطفال التسول، خطيرة، وكبيرة، مشيرة إلى ضرورة إنخراط المواطنين في محاربة الظاهرة بالامتناع عن التصدق لصالح الأطفال، ومستغليهم في التسول. وأفادت المتحدثة ذاتها ردا على منتقدي الحملة، أن العطف الذي يجلبه الأطفال، جعلهم ضحايا لظاهرة تعتمد في الأساس على كرائهم من طرف متسولين مقابل 150 درهما في اليوم، ما يوفر لأبائهم مبلغ 4500 درهم شهريا، وهو مبلغ يشجعهم على استغلالهم فلذات كبدهم بشكل أناني بشع. وأشارت العايدي إلى أن الأشخاص المتسولين، الذين يستغلون الأطفال الصغار يكسبون دخلا يصل إلى 350 درهما في اليوم، و800 درهم يوم الجمعة. وأكدت رئيسة الجمعية، التي تنشط في خمس مدن مغربية أن الأطفال المُستغلين في ظاهرة التسول يتحولون بدورهم إلى متسولين عند كبرهم، كما أن تخديرهم بالأدوية بغرض تنويمهم أثناء استغلالهم، يتسبب في إدمانهم مستقبلا. وأشارت هند العايدي إلى أن وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة تبذل مجهودا في محاربة ظاهرة تسول الأطفال، لكن ذلك يحتاج إلى انخراط المواطنين عبر التوقف عن التصدق عليهم.