تتأفف هناء، وقد وجدت صعوبة في حجز مقعد لها على متن سيارة الأجرة تقلها من تطوان نحو مرتيل. الصيف و العيد
"الصيف و العيد، مشكلة"، بهذه العبارات عبرت هناء عن انزعاجها، و أكدت في تصريحها لبريس تطوان أن هذا الوضع بات مألوفا بتطوان مع بداية كل موسم صيف.
لم تكد تكمل هناء حديثها لبريس تطوان حتى هرعت نحو سيارة الأجرة و صلت للتو.
يعلو صوت الصافرة و معه يعلو صوت سعيد مساعد سيارات الاجرة (الكرطي) و هو ينادي على سائق سيارة الاجرة مطالبا إياه التقدم لفسح المجال للسيارات الأخرى للدخول الى المحطة.
في الجهة المقابلة قابلنا عبد المالك وهو أحد سائقي سيارات الأجرة، و في حديثه لبريس تطوان برر استياء المواطنين من الزيادات التي يعرفها ثمن سيارات الأجرة خلال هذه الفترة ب"العادي" و "الطبيعي".
و يرى عبد المالك أن المواطن لا يفكر إلا في نفسه دون التفكير في معاناة سائقي سيارات الأجرة.
و أرجع ذات المتحدث هذه الزيادة إلى عدة عوامل من بينها التفاوت بين العرض و الطلب على سيارات الأجرة خلال هذه الفترة بين المحطات كما هو الحال بالنسبة لعدد من الخطوط كما هو الشأن بالنسبة لمرتيل و المضيق.
و يوضح عبد المالك أن السائق قد يضطر في الغالب إلى العودة إلى تطوان مثلا وهو خالي الوفاض أو رفقة زبون أو زبونين فقط وهو ما يشكل خسارة بالنسبة للسائق.
تذمر و ردا منه على تذمر الناس من الزيادات التي تطال أثمنة التنقل عبر سيارات الأجرة في هذه الفترة قال عبد المالك إن الناس لا تدرك المعاناة الحقيقة التي يكابدها السائقون، و المشاكل التي يتخبطون فيها طيلة السنة حتى أنه إذا ما مرض فلا معيل له غير "الصينية و تبرعات زملائه".
و يذهب عبد المالك في حديثه مع بريس تطوان إلى المقارنة بين وضعية قطاع سيارات الاجرة بالمغرب و بين الوضع في الدول الاوروبية، أودي لا حول و لا قوة إلا بالله، يختم عبد المالك حديثه.
غير بعيد كان أحد سائقي الاجرة يروي لزميله كيف أفلت من شرطي للمرور وقد كان يفرض على زبنائه 10 دراهم مقابل نقلهم من مدينة المضيق إلى تطوان.
قصة و يروي المحامي أحمد أشكور قصته مع أحد سائقي سيارات الأجرة حيث كتب في تدوينة له يقول "ركبت مع مجموعة من المواطنين في طاكسي تطوان (..) في اتجاه مرتيل، وطلب سائق الطاكسي من الجميع أداء 7 دراهم عوض التعريفة الرسمية 5 دراهم، لكن رد المواطنين كان متباينا حيث أجابه احد الركاب أن التعريفة الرسمية 5 دراهم وأجابه الآخر انه لا يملك 7 دراهم وأخرى قالت معها فقط 6 دراهم، وعلل السائق هذا السلوك المرفوض كونه يعود من مرتيل خاوي الوفاض". و يتابع أشكور "كنت آخر من تكلم حيث قلت له إني املك 7 دراهم لكني سأعطيك التعريفة الرسمية 5 دراهم فقط ، فكان جواب السائق الله يرزقنا الصبر". و يضيف صاحب التدوينة "أعطيت السائق 5 دراهم فقام برميها من النافذة محتقرا إياي ومحتقرا تلك 5 دراهم التي طالما وجدنا سيارات الاجرة واقفة تنتظر شخص أو شخصية حتى يمتلئ الطاكسي، الله يحسن العوان".
الكورصة
و يشتكي عدد من المواطنين من السلوكات و التصرفات التي يقوم بها بعض السائقين، و على رأسها الزيادات التي يفرضونها خلال هذه الفترة من السنة.
و من هذه السلوكات التي وقف عليها بعض الذين قابلتهم بريس تطوان ما يعرف في تطوان ب"الكورصة"، معتبرينها كنوع من أنواع "الابتزاز" الذي يتعرض له الزبناء، مطالبين بفرض التسعيرة القانونية، و زجر المخالفين لها.
الاختناق
من جهتهم يؤكد عدد من السائقين أن هذه الزيادات و "إن لم تكن قانونية" بحسب البعض فإن عدة عوامل تفرضها و من أهمها الاختناق المروري الذي تعرفه مدينة تطوان و المدن المجاورة لها كمرتيل و المضيق و الفنيدق.
هذا وتتراوح تسعيرة التنقل في الخطوط الرابطة بين تطوان و مرتيل أو المضيق بين 5 دراهم و 7.50 إلى نحو 10 و 15 دراهم بل و قد تصل إلى نحو 20 درهم ليلا.