انطلقت مؤخرا اولى عمليات إصلاح وترميم قصبة تطوان التاريخية، بعد رصد ميزانية قدرها 75 مليون درهم في إطار البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة بتطوان، المصنفة كتراث عالمي من طرف "اليونيسكو". ويهدف المشروع إلى إصلاح القصبة وترميمها، بالإضافة إلى الثكنة العسكرية المجاورة لها، بالاعتماد على المعمار الهندسي والشكل الذي عرفت به القصبة تاريخيا. وستكون الغاية من مشروع الإصلاح هو تحويل القصبة إلى موقع أثري مفتوح في وجه الزوار والسياح، على غرار المدن العالمية مثل غرناطة واشبيلية في إسبانيا. وتعتبر قصبة تطوان لا تقل أهمية تاريخية مقارنة بقصر الحمراء في غرناطة، خاصة أن بناء هذه القصبة أشرف على بنائها القائد الغرناطي علي المنظري الذي وفد على تطوان قبيل سقوط غرناطة بسنوات قليلة. ويعتبر هذا القائد المؤسس الحقيقي لقصبة تطوان وتطوان العتيقة، حيث أمر ببنائها لتكون مقرا للحكم، وقد أخذت مدة 20 سنة ليكتمل بنائها، وفق عدد من المؤرخين، ومن بينهم محمد داود صاحب تاريخ تطوان. وكانت القصبة تقوم بالعديد من المهام، من بينها أنها كانت مقرا للحكم، ومكانا للمراقبة، ومكانا للجيوش والأسلحة، وقد انطلقت منها عدد من الجيوش التطوانية خلال مواجهات مع المسيحيين بسواحل تطوان وضواحي سبتة. ومن شأن ترميم وإصلاح هذه المعلمة المهمة أن يعيد لها مجدها التاريخي القديم، وقد تساهم في إنعاش الحركة السياحية بالمدينة.