في ظل النجاحات التي تحققها نظيرتها من النساء والتفرد الذي تخلقه بلمستها داخل المجتمع؛ يحق لنا القول أن المرأة الفاشلة، المظلومة والمحبطة هي عدوة نفسها في الأساس وهي أول حاجز في طريقها نحو النجاح…، فحينما تكبل يداها خوفا من نظرات الآخرين وتكبح خطواتها والذريعة ازعاجهم و لا هم نظروا و لا انزعجوا … يحق لنا القول أنها عدوة نفسها. حينما تهاب الأوهام وتخشى مزاولة الحياة وخوض غمارها .. حينما تتبع الموجة العاتية وتصير نسخة مطابقة الأصل للأخريات شكلا ومضمونا … حينما تتجرد من ملامح أنوثتها وتتخلى عن جواهر الفكر والجمال فيها .. فهي عدوة نفسها ..! حينما تلزم نفسها أن تحيا أسلوب حياة لا يناسبها وتلتحف العباءة الدارجة المخالفة لمقاسها فقط لأن الإطار يفرضها حتى تتناسق والصورة … فهي باختصار عدوة نفسها! تزج بها في زنزانة الدمار وتقتل ما بها من روح؛ إن أكثر ما يؤذي المرأة هو أن تموت وهي على قيد الحياة، خضوعها لتأثيرات المحيط السلبية بشكل إرادي أو لا إرادي يجعلها قابعة في حفرة حالكة تجذبها نحو القاع يوما بعد يوم، وتجعل منها دمية راكدة لا تحركها سوى أيادي الآخرين؛ و إن لأصعب ظلم لها هو عندما تظلم نفسها، لتصير ظالمة ومظلومة في آن واحد .. ولعل أبشع جرائمها تلك التي ترتكبها في حق نفسها! تلك التي تطفئ شعلة كيانها وتدخلها سرب التابعات … لتصبح جزء لا يتجزأ من لوحة رسمت بيد مجهول يوما ما، اختار لها ألوان اصطناعية متشابهة لا تكاد العين المجردة أن تفرق بينها! نساء يشبهن بعضهن في أدق التفاصيل وكأنهن واحدة .. والأغرب أن الشبه يتعدى الشكل ليندلع في التصرفات والتفكير وأسلوب الحياة .. ذوق الأكل و السفر أيضا… أمر مرعب للغاية … نساء خضعن لبرمحة محترفة استطاعت السيطرة على أحلامهن حتى؛ في الضفة المقابلة أخريات كئيبات اخترن الانزواء وطمس ذاك الكيان وذاك الصوت .. ولم يتبق بهن سوى بقايا رماد .. روح مشتعلة .. محترقة .. تئن في صمت، دفنن أحلامهن الوردية تحت الأنقاض ولونن حياتهن بسواد قاتم .. انتقلن تدريجيا إلى زاوية مقت الذات والحياة .. وولجن الافتراضية وهن بين البشر.. والأسوء أنهن السجانات في الأصل! سجانات أحلامهن وسجينات ذهبن ضحية حكم فاشل أصدر في حقهن و في الغالب : هن من أصدرنه ! المرأة، الوحيدة القادرة على الوقوف حاجزا أمام نفسها، سدا منيعا أمام مرآة تعكس ما تنبض به من جمال. وحدها القادرة على اجهاض كل الخطط التي يمكن أن تتحالف لصالحها ووحدها فقط القادرة على اقبار نفسها في براثين الجهل والضعف والهوان