تناقلت المنابر الإعلامية الإسبانية بمدينة سبتة صورا صادمة لجحافل من النساء الحمالات المغربيات والمهربين، يموجون ويدهسون بعضهم البعض، في مظاهر حاطة من الكرامة البشرية، وكأن الأمر يتعلق بيوم الحشر أو الفرار من حرب أهلية طاحنة. وفي هذا الصدد أجمع العديد من المتتبعين للوضع بمعبر “طاراخال” الحدودي أن هذه المظاهر المقززة تضرب في الصميم صورة المغرب الدولية، وتظهره أمام الإسبان كبلد تسوده مجاعة طاحنة أو يتعرض لحوادث وكوارث طبيعية خطيرة. ويعود السبب الرئيسي لوقوع مثل هذه الإختناقات البشرية هو التعامل الصارم للجمارك المغربية مع ممتهني التهريب حيث تمنعهم من إخراج أي بضاعة من مدينة سبتة وهو ما يدفع المهربين والنساء الحمالات إلى الهروب الى الجانب الإسباني بالصراخ والعويل في مشهد فوضوي صارخ . السؤال المطروح هو لماذا تسمح الشرطة المغربية للنساء الحمالات بالعبور في الصباح مع أنها تعلم علم اليقين أن عناصر الجمارك ستمنعهم من دخول المغرب في المساء؟ لماذا لا يعير المسؤولون المغاربة أي اهتمام لتناقل هذه الصور المقززة والتي يوثقها الإعلام الإسباني بالصوت والصورة ؟