تركز الأيام المهنية، التي تنظمها المديرية الجهوية للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل بطنجة – تطوان – الحسيمة، إلى غاية 29 نونبر على "المهارات الناعمة" التي من شأنها الرفع من قابلية تشغيل خريجي معاهد ومدارس التكوين المهني بالجهة. وأكد المدير الجهوي للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل، صديق عبد المولى، في كلمة خلال حفل الإطلاق الرسمي لهذه الأيام بحضور ممثلين عن الغرف والجمعيات المهنية، أن هذه المبادرة تروم تمكين المتدربين من المهارات الحياتية الناعمة لتقوية قدرتهم على الاندماج في سوق الشغل، موضحا أنه تم اختيار "المهارات الناعمة ضرورية لإدماج سوسيو مهني فعال ومستدام" شعارا لهذه الدورة الثانية. واعتبر أن زيادة الاعتماد على الرقمنة تسبب في تحولات عميقة على مستوى القدرات والكفاءات التقنية للموارد البشرية، مبرزا أن المشرفين على التوظيف بالمقاولات أصبحوا يولون اهتماما أكبر بالقدرات الناعمة للمترشحين. وأبرز أن القدرات الناعمة تتميز بطابعها الأفقي المتقاطع مع المهارات الصلبة (القدرات الأكاديمية والتقنية)، مذكرا بأن المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل أدرج وحدة بيداغوجية حول القدرات الناعمة في برامج التكوين منذ موسم 2018 – 2019، كما أن مدن المهن والكفاءات ستتوفر على مراكز لتنمية القدرات الحياتية. ويتوفر مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بطنجة على مركز التوجيه الوظيفي، الذي افتتح بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، استفاد من التكوين فيه في مجال رفع قابلية التوظيف حوالي 10 آلاف شاب، كما سيتم افتتاح مركز ثان على مستوى مدينة تطوان. من جانبه، أشار نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، حفيظ الشركَي، أن المقاولات اهتمت برفع المهارات الصلبة والتقنية لفائدة العاملين مقابل إغفال الرفع من المهارات الناعمة التي تكتسي أهمية كبرى في ضمان التخطيط الجيد والفعال القدرة على التفاوض وإدارة الأزمات داخل المقاولات. وأشار إلى أن الحاجة إلى هذا النوع من المهارات يقتضي تضافر وتنسيق جهود كافة المتدخلين لردم الهوة بين مؤسسات التكوين والمقاولة، موضحا أن الغرفة، باعتبارها هيئة مهنية تمثل 170 ألف مقاولة، توصي بتعديل معايير استفادة الشركات من الدعم على التكوين عبر إدراج التكوين في مجال المهارات الناعمة، وإدراج هذا النوع من التكوين في مدن المهن والكفاءات، وتعديل دفاتر تحملات مدارس التكوين المهني لإدراج المهارات الناعمة. وشددت مجموعة من المداخلات على أن التكوين في المهارات الناعمة، التي قد تشمل اللغات والتواصل والتنظيم والتخطيط والمبادرة والثقة في النفس والتضامن وروح العمل الجماعي، يتعين أن يدرج ضمن مختلف مراحل الدراسة والتكوين المهني.