ها هو ذا الضيف الكريم قد أشرف على الرحيل، وقد استمتعت الأمة بتنزل الرحمات والسكنات على قلوب أبنائها، وسادت الطمأنينة والإحسان في أرجائها، وامتلأت الأرض رضى من الله بما قدمت أيدي الناس من صالح الأعمال، وطيب الأقوال، وحسن الإقبال، امتلأت بيوت الله بالركع السجد، والذاكرين الهجد، آناء الليل وأطراف النهار، وحيت القلوب من جفائها فعمت الصدقات، وكثرت الهبات، وكسى الوجوه بهاء قل نظيره، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال إلا قليلا. فماذا عليك القيام به بعد رمضان للحفاظ على علاقتك الطاهرة مع الله ؟ أحب الأعمال إلى الله أدومها (( أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) (( عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ فُلَانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا قَالَ مَهْ عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ )) (صحيح البخاري) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]