ما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت آخر لمحمد شكري ، المثقف الصريح جدا الذي عرى مجتمعنا أمام مرآة الذات ، مناصرا للمنسيين على الهامش ، ومعلنا موت الأخلاق في زمن الرداءة . لم أجد مدخلا لما يعترينا اليوم أليق من رائعة زمن الأخطاء، بكل رسائها المباشرة والمشفرة سواء من خلال مدخل النص الروائي أو المتن الحكائي الذي يمكن إسقاطهما بكل وعي على أيامنا “الكحلة ” هاته مع فارق بسيط في الشخوص و الزمن و الأدوات، لكن أخطاءنا هي هي نظل دوما في مرتع السافلين، غير أننا حتما لن نمتلك جرأة البوح بهذه الأخطاء و لو مع الذات في لحظة “catharsis” . إن علاتنا متعددة بما يكفي لتنوء بحملها الأكتاف، لكن ما قد يوحدنا هو تلك الرغبة الجامحة في الكتمان أو التستر على عورة الغلط الذي نصير إليه في كل آن ، نعم نخطئ ، نعم نُصِر على الخطأ ، و نعم أخرى نرفض الإعلان عن هذا المقترَف في مجتمع ملائكي الأصباغ مثالي التوابل . لكننا بالمقابل لسنا وحدنا من يخطئ كأفراد ، بل كمؤسسات تعاقدنا جميعا أن تكون هي الملاذ و الحكم الفيصل ، فإن كنا قررنا يوما الإغتسال من أخطاءنا على أبواب هذه المؤسسات ، فكيف بها تتخفف من كل هذه الأدران ؟ و هل من فضيلة في الإعتراف بالخطأ ؟