سوف أحاول في قراءتي المتواضعة هاته لرواية ” زهرة الجبال الصماء للبشير الدامون ” أن أقارب معكم مضامين الزمن عند البشير الدامون في روايته هاته ومن ثمة سوف اقسم الزمن في الرواية السالفة الذكر الى مستويين * مستوى زمن السرد الحكائي في الرواية * ومستوى زمن السرد الروائي ليست المحاولة مبنية على أية مراجعات مصدرية أو مرجعية إنما استلهامات أنتجتها ألفة القراءة والمصاحبة للنص موضوع القراءة لنبدأ بزمن السرد الحكائي أولا على أن ننتقل بعده إلى زمن السرد الروائي زمن السرد الحكائي قد يكون محددا بفترة تاريخية قد تكون طويلة أو مختصرة تمتد على سنوات أو ساعات وهو في رواية البشير الدامون، موضوع القراءة لا يتجاوز الحولين، زمن السرد الحكائي هو زمن أفقي خطي متتالي تنسج في الأحداث ويرتبها ويعطيها مضمونا مفوميا ومعقوليا . يبتدا زمن السرد الحكائي بحدث اصلي مؤسس يتمثل فيما يشبه الخطيئة وهو حب اب الساردة زهرة لشامة، اخت العريبي الذي ينتهي بقتل افراد جوقة اب الساردة واختفاءه ومعشوقته شامة في ظروف غامضة لا نتبينها أقام البشير الدامون روايته زهرة الجبال الصماء على سارد واحد يروي أحداثا عاشها، والسارد هنا هي الفتاة زهرة الصغيرة، التي تحولت ضمن هذا الاختيار السردي إلى بؤرة تقاطعت فيها مرايا مختلفة، يدور السرد ضمن بنية كتابية متسقة متلاحقة مؤطرة داخل نسق سردي ، تسيح الأحداث عنه، فتأتي الأحداث بعده ملتصقة به لا بما هو سبب لها بل بما هي صادرة عنه ومتداعية منه، فلا نعيش أحداث متولدة عن سببية متصلة ولا تأتي كأحداث متصلة بسبب أول تتناسل عنه، فالحدث الأول في الرواية يقوم بالدور الذي تلعبه الخطيئة الأصلية في علم اللاهوت، إذ أكل آدم التفاحة، وهكذا ارتكب الخطيئة التي أدخلته إلى العالم والتاريخ. لكن الملاحظ أن الدامون أكد الزمن الأسطوري بل حاكى بين الحدث الأساسي من حيث بنيته ومبناه بالأسطورة المتوزع بين ثلاث متجادبات هي الحب” أب زهرة الساردة” الغواية” “شامة” وتحدي السلطة ” العريبي ” فرغم التحذير من مآلات الغواية إلا أنها تنتصر فيكون رد فعل السلطة الموت والطرد والنفي، إذن نحن أمام محاكاة للخطيئة الأولى باضغامها ضن زمن اسطوري فيصير للاصوات رسالة و للموسيقى حوار و للجبال احاسيس و للاغنية سحر اللوعة لكن البشير لا يتتبع مآلات هذا الفعل الذي نعتبره لاول وهلة انه فعل مؤسس ستندرج باقي الاحداث في سياقه ، فمباشرة بعد هذا الجهد الحكائي الاسطوري يدفن البشير هذا الاصل الى غير رجعة ويطرد الاسطورة بعيدا ولا يستبقي منها سوى اللايقين المطلق، ان الزمن الحكائي في رواية البشير هو زمن اللايقين هو زمن حكايا فقدت قداستها، فهي صادرة عن الخطيئة ، والاحداث لا اصول لها فهي فروع متدهورة لارابط بينها غير الحدث الاصلي المنسي، لذا جاءت رواية البشير مسرودة احداثها وموزعة على اقمطة حكائية صغرى لا جامع بينها ، فنجد انفسنا امام بنية بدون مركز بنية روائية لا مركز لها، تتحول الرواية إلى حكايا ليوميات او شبه يوميات الطفلة الصغيرة زهرة ، التي غاب ابوها واختفى، حكايا مقعدة على تكرار فارغ، كل حكاية تبتدا لتنتهي بماساة، حكايات مملة يسندها انحطاط قرين لزمن راكد لا جديد فيه، كما يعكس النسق الحكائي نسق التتالي السحيق المتواتر في حكايات متناظرة، فهناك دورة المصائب التي لا تنتهي، كل حكاية او كل بداية تقعد لمصيبة لاحقة فمع حكاية الدلم يطير سقف البيت وحكاية البقرة النقوطة تنتهي بمقابل جسدي ومع اوراق البردي ياتي الموت و مع علف الماعز وشجر البري يحضر الخوف، وفي اعداد الفاخر نعيش اقسى صور الضعف الانساني . حتى عالم القيم الذي يميز البادية، فجماعة البشير في الرواية هي جماعة متضائلة الاواصر وبقيم متحللة ، اننا في ابهى صور الموات الذي يمس مجتمعات في مراحل معينة من تاريخها، حتى يصير الفراغ اللصيق بالتكرار الفارغ يوحد الحكايات كلها، كل الحكايا قلق مائع الحدود حكايات متتالية داخل الزمن الجوهري انغلقت على خواء الزمن، زمن يومي رتيب ومسار انساني متداع تسوقه المصادفات المتعددة. الناس في رواية البشير عبيد للضرورة ولرخاوة الوجود المرعبة، تحضر البركة و السحر و الفأل والرقيات لتعطي معاني لعالم مقفل يجري على وتيرة واحدة، الزمن شفاف والاحوال عارية وحتى عندما يتضامن اهل القرية بعد ضياع الماعز فالامر ينتهي بسرقة واغتصاب، وحتى اسرة الساردة موضوع الحكايا فهي اسرة مخدولة من الاب الزوج الاخ، ومن محيطها بعد ذلك ومن جيرانها ومن الفضاء العام القاسي، اننا امام الشر الانساني طليقا في الهواء. يفصح التكرار المتواتر لخيبات متوالية عن الزمن الفارغ او الزمن المبني على التكرار الفارغ يؤكد الدامون التكرار يؤكده عنوة وكلما اعتقدنا اننا سننتقل لمجالات سردية مفتوحة امامه ومعطاة له، كاستعادة حكاية الاب ومصيره او مصير العريبي و شامة او تحقق الامل في الهجرة و تحقيق بعض الاحلام كتعليم الفتاة، يعود بنا الدامون وباصرار بغيض الى تشنيف سمعنا بحكاياته المكرورة، لدرجة اننا نمل من تكراره رغم تنوع الحكايات او الاقمطة الحكائية لكن الاحساس بالتكرار وبالتماثل بشخصيات بئيسة رثة لايفارقنا، يطابق الدامون بين التكرار والرثاتة وبين الرث المتكرر. ومن خلال النسق المتكرر يعيد لنا حكاية الظلم نفسه، ففي كل حكاية مستانفة يعيد لنا الدامون حكاية ظلم سبق وان حصل مثله. نحس ان الكاتب يتعمد هذا التكرار و هذا الاستقطار المتكرر لحكايا ضمن اقمطة صغرى تعيد نفس الدورة، يتعمد البشير الاستمرار في امطارنا بحكايا مترادفة متضامنة لكنها غير منشبكة حكايا تباطن الفعل الاول او الزمن الاصلي الاول الذي تبتدا به الرواية حيث يصير زمنا فاهرا زمن استولد شرورا ابدية لا نهائية ..الاب يهرب العمة عمياء الاغتصاب السرقة، القداسة ذاعرة، لقمة العيش سامة، البركة والكرامة تستدعي بدورها الخطيئة، يباطن الزمن المؤسطر احداثا من طبيعته، فراغ متجانس قوامه التكرار يستمر ولا يتغير ويتوالد ولا ينمو كانه توقف في لحظة وغفا، والحكايات متتالية بطريقة متناظرة مستقلة وغير منشبكة، لا يعلن لنا البشير عن التيمة الجامعة للحكايا ، فلا تيمات بادية ، الرواية تكتفي بسرد الحكايا والقصص مستمدة من يوميات زهرة الصغيرة الى حدود السطحية الفجة. قصص متحدة بواسطة تقنية الحبك ومتداعية بغياب التيمة الناظمة . شخصيات الرواية ، مقدم الدوار، الشيخ حيون، العكروط يمثلون الشر، شر السلطة بتلاوينها المركزية و الدينية و النوعية، شخصيات متشابهة مختلطة ، وليسوا في نهاية المطاف سوى تجليات مختلفة لنفس الجوهر، يمثل الخير حالة طارئة وتمثله شخصيات ضعيفة متوجسة ” نعيمة ” ” يحيا النسا ” فالانسان الرحيم ذكرى ماض او ابعاض حلم قديم، محدودية الخير في الرواية نتميزها من لا محدودية الشر . والخير حالة طارئة على زمن انساني ظالم . يبقى السؤال لماذا هذا الاصرار من قبل الكاتب على هذا التكرار والتشابه الممل لماذا هذه الاستعادة المتواصلة لحكايا عن رخاوة الوجود المرعبة المتكرر، لماذا يتعمدها البشير. ولماذا يقلب الدامون للحكايا او للاقمطة الحكائية من اوجه مختلفة ومن مداخل متنوعة ينتهي دائما بنتيجة واحدة ، ادانتها كلها ان نص الدامون زهرة الجبال الصماء يشي بسياقه و بما يزيد عليه، ان نص الدامون عندما يسقط في التكرار الفج فلانه يتعمده، البشير يتعمد التكرار الفارغ والتكرار الفاضح، فانه نص يدين ويشدد على الادانة بالتكرار، انه فعل لاقناع القارئ لمشاطرته للادانة السوداء لواقع مستنفذ فاغر خاو، وسنعود لهذا الموضوع بعد قليل ، غير ان ادانة واقع لا يمكن ان تتم من خلال سردية بسيطة لفتاة فقدت والدها حيث لا تتجاوز السردية هنا الحولين من موت الاب الى هجرة العائلة. ان بقينا في هذا السياق من القراءة لزمن الرواية وهنا سانتقل لنقاش الشطر الثاني من المداخلة وهو زمن السرد الروائي في رواية البشير . ففي هذا المعنى الذي اناقش به الرواية فالزمن الروائي يمتد على قرون بل اجيال نتلمسه عميقا في بنية رواية زهرة الجبال الصماء. الزمان الروائي زمن عمودي جاثو عميق ، نحسه و لا نتكشفه سواء من خلال الوشائج القائمة بين شخوصها وتشكيلها ضمن آليات انتاج خطابها المتواضّع عليه والأخلاق السائدة والعادات الراسخة والمعتقدات الجاثمة، تستعيد الرواية اصوله في المحكية والمصاغة ثقافيا في موسوعة يبدو ان السارد متمكن من تفاصيلها، تسلخ عن هذا الكون سريته ليتم الحاقه بمادة توضبه و تؤنسنه وتجعله قابلا لان يتحول الى سرد يتأسس زمن السرد الروائي في رواية زهرة الجبال الصماء على زمن اسطوري اصلي ايضا، اذن نحن امام حدث اصلي مؤسس للسرد الحكائي وزمن اصلي مؤسس للزمن الروائي والحدث المؤسس للزمن الروائي في زهرة الجبال الصماء هو الخطيئة الكبرى التي انتهت بلعنة سيدي المحجوب على اولاده بعدما مروا قرب غدير الافعى وصادفوا والدهم عاريا يستدرج للغواية الاميرة الجنية …الى اخر الحكاية … حيث تتحول معها الخطيئة التي استهل بها البشير احداث روايته واقصد هنا حكاية الاب وشامة والعريبي بدورها الى حكاية عادية مستقلة لا تتميز باي دور مركزي في الرواية ودون قيمة تمييزية، فهي حكاية ككل الحكايات تبتدا لتنتهي بمصيبة وتصبح حكاية مفردة مدرجة في جملة الاقمطة الحكائية مساوية لها في المبنى و المعنى. ان الزمن الذي يحف مجمل رواية زهرة الجبال الصماء هو زمن اسطوري، يحيط بالزمن الانساني الفارغ، مما املى على الروائي البشير الدامون شكلا روائيا متحررا من الزمن، فالزمن الروائي للبشير هو اللازمن زمن تاسطر واصبح متعاليا يعيد انتاج تجاويفه باستمرار، الزمن هنا لا يحصر بالقياسات الزمنية المعمول بها فالزمن شرير يتكرر في محن مختلفة متوالية باستمرار، الزمن عود لبدايات محن متجددة، ملامح البشر غائبة متماثلة تشهد على بوار الزمن الانساني وفساده، والزمن الروائي طليق يحرر الرواية من زمنها المفترض فزمن الرواية هو مطلق زمن. لا يحدها تاريخ، فاحداث الرواية ممكن ان تحدث في اي مكان وفي اي زمان ، وميزة الزمن الاسطوري في زهرة الجبال الصماء هو الفيض المتتالي لانحدار فاهر للقيم بقدرة جبرية على البقاء والعود الابدي هو زمن راسخ كابح قاهر قائم لا راد له كل بداياته مرسومة في نهاياته وكل نهاياته بداية مستانفة لمآسيه. اذن ما النتيجة المتحصل عليها : النتيجة هي ان الزمن الروائي يقوم من خلال السرد بعمل الحاقي للحدثي المتفرد في زمن السرد الحكائي بادراجه في موسوعيته التي ليست في اخر المطاف في رواية البشير سوى فروع حكائية تقوم بدور الاستحضار المتكرر للتجويف اللامتناهي للزمن، استغل الدامون في روايته الزمن الاسطوري ليعبر من خلاله عن يأس صريح من اصلاح او الخروج او معاندة الواقع المتمخض عنه، فلا اختلاف بين الاتي و ماضيه وما سياتي فهو زمن مفتوح في بدء متجدد منغلق على شره وقساوته هذا يعني ويستتبع اشارة صريحة الى ادانة صارخة لزمن ولحقبة باكملها، ميزتها، زمن تقليدي مسيطر عميق الجذور بشر في قش وغثاتة و جهل وفقر، يستبد به الموروث، المجتمع راكد تسيطر عليه العادات وعادة التقديس التي تعين العادة دينا، ميزة الاتكالية وانتظار الكرامات. اننا امام حالة موات للمجتمع ويباس للزمن ، يتوسل البشير للاحالة عليها جملة من الإشارات كالعتمة الريح الموت الغدر القدرية الساذجة السلبية، الطبيعة الصماء والجبال الخرساء تتوزع الاشارات على الريح العواصف الموت السم القاتل للافاعي المرض الجاثم الكاسح القاتل تتداخل في الرواية ظلال الموت و الاسطورة وسطوة الزمن. عندما يستعمل البشير الزمن الأسطوري لإدانة مطلق الزمن فانه يحدد الحامل لهذا الزمن او المحمول عليه هذا الزمن ، انه زمن المجتمع المغربي ، نتعرف عليه من خلال نظم اغانيه ، ونتعرف عليه في الاخير حينما تهاجر الام وابنتها و العمة الى مدينة محددة بعينها وهي مدينة تطوان. زمن المجتمع المغربي الذي نتبين بداياته الضاربة في القدم ، قدم الاساطير المؤسسة ولكننا نعرف من خلال الرواية اين ينتهي هذا الزمن . زمن ابتدا بعيدا ومن ثمة فان احداث الرواية لم تكن تكوينا استيهاميا خالصا لمجتمع متخيل في مطلق الزمن، بل ان مخيلته منشبكة في تاريخ المغرب المديد.
سيجت الرواية مروياتها اقمطتها الحكائية ضمن حدين مغريين : اولا : عودة الاب و ظهوره او عودة الاحداث المرتبطة به نكتشف في النهاية وبعد ان ننهي الرواية ، نعرف ان عودة الاب لن تغير شيئا في مصائر زهرة فاللعنة جاثمة ولصيقة منذ الازمنة السديمية اللاحقة المتولدة عن الزمن الاصلي بعد الخطيئة “رؤية الاب عار ” انه الزمن الذي يبدد الانسان، الانسان المتضائل المنفتح على العدم ، الزمن الحكائي هو زمن اختبار يخطئ فيه الانسان ما اراد ويقع على مالا يرغب ، زمن انحطام الذات في فراغ الزمن والظلم والتميييز الجنسي وهو جوهر محايث لصيق لهذا الزمن. ثانيا : الهجرة الى المدينة ، تبرز المدينة في الرواية باعتبارها كل ماليس حاصلا في الرواية ، نقيض مطلق ، تعد المدينة بتحقيق ما لا يمكن ان يتحقق في سياق الزمن الحكائي ، زمن ما قبل المدينة، المدينة امل المجتمع المتساوي المتعلم المدينة امل المجتمع العادل المدينة تاريخ المجتمع القادم . ان البشير لا يتحدث في روايته عن هزيمة ناس امام سلطة بل هزيمة سياق، فوات بنية وتجمدها ، زمن جاثم قاهر الزمن المغربي المجتر منذ قرون، لذا تعمد البشير التكرار ليئد فيه كل حلم او نوستالجيا ماضوية، المدينة كسرت الزمن المغربي الرتيب وحررته من فراغ الزمن السديمي والحقته في اصطلاح هيغيلي بروح العصر ، ان نهاية الرواية هي التي تعطي التيمة للعمل الروائي . في لحظة ونحن بصدد ان ننهي رواية البشير وفي رحلتنا مع الساردة و امها وعمتها و يحيا النسا الى تطوان يتكشف لنا الزمن ، زمن ما قبل المدينة فجاة كما لو انه كلة ، نراه من هناك و نحن متجهين صوب المدينة مكتملا مهجورا متوحدا ومرة واحدة متواضعا قلت سابقا ان البشير لا يعلن لنا عن التيمة الجامعة للحكايا ، وقلت انه لا تيمات بادية، فالرواية تكتفي بسرد الحكايا والقصص مستمدة من يوميات زهرة الصغيرة الى حدود السطحية الفجة. قصص متحدة بواسطة تقنية الحبك ومتداعية بغياب التيمة الناظمة . كانت هذه خلاصة القراءة بمدخل زمن السرد الحكائي في الاخير هل كانت رواية زهرة الجبال الصماء بلا تيمة ، زهرة الجبال الصماء تيمتها ام التيمات الجامعة ، تيمتها الزمن، هذا الزمن المغربي البئيس المعطوب الغير قابل للاستصلاح دون كسره دون الاندراج في زمن جديد هو زمن المدينة الحداثة. اذا كان عالم كينونتنا يملك طابعا تاريخيا وتدور حيواتنا في فضاء زمني محدود بالتاريخ فان زهرة الجبال الصماء في نظري رواية لها عبقريتها المتفردة رواية تفحص البعد التاريخي للوجود الانساني المغربي حين نقرأها من زاوية الزمن السرد الروائي ، مدخلين متكاملين بخلاصتين متناقضتين في قراءة لنص واحد، انها ميزة الاعمال الكبرى ، هنيئا اللسيد البشير بهذا العمل الكبير .