عند انتهاء عطلة الصيف تعود مدينة تطوان ونواحيها لحالتها الطبيعية الهادئة التي تُعرف بها خلال باقي فصول السنة، وهي الحالة التي تخفي بهدوئها الكثير من المشاكل، وأبرزها البطالة، فمباشرة بعد انتهاء الصيف يبدأ سؤال الشغل يتكرر في المدينة من جديد. الرواج الاقتصادي والسياحي الذي تعرفه المدينة خلال فصل الصيف بفضل توافد أعداد كبيرة من المصطافين، سرعان ما يخبو تأثيره بحلول فصل الشتاء، فتجد نسبة كبيرة من سكان تطوان، خاصة الشباب، أمام مشكل البطالة. ورغم الانتعاش الاقتصادي الكبير في مدينة طنجة، والتي أصبحت وجهة لعدد كبير من شباب تطوان، إلا أن ذلك لم يتمكن من إنهاء مشكل البطالة الذي يتخبط فيها الكثير من شباب تطوان، وبالتالي فإن المشاريع الاقتصادية بطنجة لم تحل مشاكل تطوان. بل إن عدد كبير من المتتبعين للوضع الاقتصادي لتطوان، يرون أن الانتعاش الاقتصادي في طنجة كان وقعه سلبيا على تطوان أكثر مما كان إيجابيا، وبالتالي فإن المسؤولين المحليين والمسؤولين على الجهة، عليهم أن يفكروا في حل مشاكل البطالة في تطوان بحلول أخرى. وازدادت مشكلة البطالة حدة في تطوان بعد تراجع نشاط التهريب المعيشي بباب سبتة بشكل كبير، حيث لم يعد هو المورد الهام للشغل المؤقت لشريحة مهمة من الشباب، كما أن المناطق الصناعية بين تطوان ومرتيل لم تعد تستوعب شباب المدينة، كما أنها في طريقه إلى خارج المدينة إلى مناطق صناعية بين تطوانوطنجة. المهتمون بالوضع الاجتماعي في تطوان يتنبأون بازدياد الوضع سوءا في المستقبل القريب، وبالتالي فإن المسؤولين على عاتقهم مسؤولية تدبر هذه الوضعية قبل أن تتسبب في انفجار اجتماعي على شاكلة ما حدث في الحسيمة وجرادة.