عادت التنسيقية الوطنية لكتبيي المغرب، من جديد، إلى الاحتجاج أمام وزارة التربية الوطنية، يوم الأربعاء، بسبب تأخر مستحقاتهم المالية المقدرة بملايير السنتيمات برسم الموسمين الدراسيين 2014/2015 و2015/2016، مؤكدين أن المبادرة الملكية "مليون محفظة" باتت "مهددة بالتوقف وبحرمان زهاء 4.5 ملايين تلميذ وتلميذة من المحافظ المدرسية في حال استمرار الحال على ما هو عليه على الرغم من تشبثنا بالمشروع". وقال عضو التنسيقية الوطنية لكتبيي المغرب، عزيز جبران، إن وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط- سلا- القنيطرة أكدتا عدم توفرهما على الأموال لتسديد ديون الكتبيين، وذلك عقب الوقفة الاحتجاجية الثالثة من نوعها التي ضمت قرابة 100 من كتبيي المغرب، لتتجه الأنظار صوب رئاسة الحكومة علّها تتدخل إيجابا في الملف، وذلك عبر طلب لقاء عاجل مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. جبران أكد، في تصريح للجريدة، أن الوقفات الاحتجاجية استنفذت أهدافها وأنهم بصدد تفعيل أشكال احتجاجية أخرى، متسائلا: "من يريد إقبار المبادرة الملكية التي تحمل زخما وطنيا وتحارب الهدر المدرسي وتستهدف الطبقات المعوزة والهشة من الشعب المغربي، خاصة وأن المغرب على أبواب انتهاء الموسم الدراسي وبداية آخر؟"، مستطردا بالقول: "لا يمكننا الاستعداد لموسم دراسي جديد والناشرون والممونون مازالوا ينتظرون أموالهم التي لم نتمكن من تسديدها بسبب تأخر مستحقات جمعية دعم مدرسة النجاح والجمعية المغربية للتمدرس التابعتين للوزارة". وأضاف المتحدث: "لا ندري إن تم تسييس الموضوع بسبب حسابات سياسية أو إن هناك نية مبيته لإفشال المشروع"، مشيرا إلى أن مبلغ 40 مليار سنتيم لا تساوي شيئا أمام الميزانية العامة للدولة. أما المنسق الوطني لكتبيي جهات المغرب محمد برني، فقال إن الكتبيين باتوا يعيشون حالة من التذمر غير المسبوقة في ظل أوضاع "كَضَّر فالنفس"، وفق تعبيره. وأوضح برني، ضمن تصريحه أن الجهات الجنوبية الثلاث استفاد كتبيوها من جميع مستحقاتهم عقب الزيارة الملكية الأخيرة، واستلم كتبيو ست جهات أخرى نسبة 30 بالمائة لا غير من مجموع مستحقاتهم، فيم لم يتوصل كتبيو جهات الدارالبيضاء الكبرى وبني ملال- خنيفرة وجهة فاسمكناس بأي عائد يذكر. ووجه أعضاء التنسيقية الوطنية لكتبيي جهات المغرب رسالة إلى رئيس الحكومة تطلب منه عقد لقاء عاجل، قصد "تدارس وضعية المبادرة الملكية والبحث عن حلول ناجعة تكون حدا لما يعانيه الكتبيون المشاركون من أضرار جسيمة جراء الخلل الناجم من لدن المسؤولين المباشرين على تدبير ملف المبادرة". وكانت جمعيات الكتبيين المنخرطين في المبادرة الملكية "مليون محفظة"، قد وجهت رسالة إلى الملك محمد السادس، تشكو من خلالها "اضطراب وخلل وزارة التربية الوطنية، وعدم التزامها بمواعيد الأداء المنصوص عليها في عقود الاتفاق"، وفق تعبير الوثيقة التي أضافت أن "المذكرة المؤطرة للالتزام لم يتم تنزيلها على أرض الواقع رغم المراسلات المتكررة لكل الجهات المسؤولة عن المبادرة".