برنامج الندوة على الرابط : http://www.presstetouan.com/imagesnews/1459162559chi3a.jpg بعدما تقرر تنظيم أول مؤتمر وطني من نوعه بمدينة تطوان شمال المغرب ، يهم موضوع آل البيت والشيعة، برعاية جهة رسمية تتلى في ختامه رسالة موجهة إلى العاهل المغربي، كشفت جمعية "الآل والأصحاب للتنمية والثقافة"، عن تأجيل الموعد إلى أجل غير مسمى، بمبرر "التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي مست مشاعر المغاربة في كل العالم". منع أم تأجيل ويبدو أن خبر التأجيل، الذي جاء بصيغة يفهم منها "منعه" أو إرجاؤه إلى موعد مجهول، لم يكن متناسبا مع المبررات التي كشفت عنها الجمعية، والمتمثلة، وفق بلاغ لها على نسخة منه، في "توحيد أفراد الأمة المغربية بكل مكوناتها على قضيتهم المصيرية- قضية الصحراء المغربية - وعدم تشتيت الجهود والرؤى إلى غيرها". وسبق لجمعية "الآل والأصحاب للتنمية والثقافة"، بشراكة مع جمعية "الأمل الاجتماعي والثقافي" وبرعاية من المجلس العلمي المحلي بالمضيقوالفنيدق، أن أعنلت تنظيم مؤتمرها الأول يومي السبت والأحد 26 و27 مارس الجاري، تحت شعار: "آل البيت نصرة ومحبة"، والذي كان سيعرف حضور رئيسي المجلس العلمي المحلي لكل من المضيق-الفنيدق وطنجة-أصيلة، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، وضم البرنامج تلاوة برقية موجهة إلى الملك. وفيما غابت عن المؤتمر المؤجل أي شخصية شيعية للمشاركة في النقاش، شملت المحاور المعلن عنها تحذيرا من الشيعة، من قبيل "المشاريع الشيعية في العالم العربي"، و"المغاربة المتشيعون الأسباب والدوافع"، و"مظاهر الغلو في آل البيت عند الشيعة"، إلى جانب محاور "آل البيت بين السنة والشيعة"، و"ال البيت والخرافة في العقيدة الشيعية"، و"آل البيت ومقتضيات التبصير الإعلامي بمكانتهم في المغرب". ويرى المنظمون، وفق بلاغهم الرسمي، أن المؤتمر الذي تم تأجيله بعدما كان سيحتضنه قصر المؤتمرات بتطوان، يعد "محطة وطنية بالغة الأهمية لتسليط الضوء على موضوعات عقدية وفكرية تثير اهتمام الباحثين والمثقفين المغاربة حول مكانة آل البيت في المغرب"، و"إبراز أشكال من الانحراف في الفهم والممارسة نتج عنها ظهور حركات شاذة في المجتمع المغربي تهدد أمنه الروحي والفكري". أحمد العمراني، رئيس "الآل والأصحاب للتنمية والثقافة"، قال، في تصريحه، إن تأجيل المؤتمر يأتي بمبرر "مستجدات قضية الصحراء واعتذار بعض المحاضرين"، وأجاب عن تساؤل الجريدة حول تغييب الشيعة عن المؤتمر بالقول: "نحن لا نقصي أحدا، بل منهجنا هو الحوار، ولا نكفر أحدا، وننبذ التطرف الصادر من أهل السنة والشيعة". نشطاء سلفيون والمنع التأجيل المريب للمؤتمر دفع عددا من النشطاء السلفيين إلى التساؤل "هل ستمنع مستقبلا في المغرب كل المحاضرات والندوات التي ستحذر من التشيع والرفض، وتفضح عقائد الشيعة الروافض، وولاءهم الديني والسياسي"، مثلما كتبت إحدى الصحف الإلكترونية المقربة من التيار السلفي، التي رأت أن الأمر يتعلق بمنع إثر ما وصفته "تشويشا واستهدافا وتحريضا". ودافع النشطاء أنفسهم عن جمعية "الآل والأصحاب للتنمية والثقافة"، التي اتهمت إعلاميا بكونها "هيئة وهابية تريد احتضان مؤتمر خليجي وخدمة أجندات خارجية"، وأن المؤتمر يهدف إلى "استيراد الصراع الشيعي الوهابي من الخليج إلى تطوان"، و"الاختراق الخليجي الوهابي لمناعة المغرب وتغلغله في بعض المؤسسات الرسمية المغربية". الجهة السلفية أوردت أن سبب تلك الاتهامات هو تشابه اسم جمعية "الآل والأصحاب للتنمية والثقافة" مع أسماء جمعيات في الخليج، مثل "جمعية مبرة الآل والأصحاب" بالكويت، و"جمعية الآل والأصحاب" بالبحرين، فيما قالت إن ندوة سابقة لجمعية "منتدى الشروق" بمدينة مراكش كانت ستنعقد في موضوع "الشيعة عقائد وأفكار" أواخر سنة 2014، "تم توقيفها هي الأخرى وقيل لأسباب تقنية، ولحد الآن لم يتم انعقادها". ندوات ضد الشيعة ورغم أن المغرب احتضن، في يناير الماضي، المؤتمر الدولي حول "حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية" بمراكش، وشمل دعوات لنبذ الصراعات الطائفية، خاصة بين الشيعة والسنة وبين مختلف الأديان، إلا أن مؤتمر تطوان "المؤجل" يأتي في سياق سلسلة من الندوات والمحاضرات التي تنظمها هيئات غير رسمية، تحذر مما تصفه "الخطر الشيعي"، وأغلبها ذات توجه إسلامي، خاصة من التيار السلفي وحركة التوحيد والإصلاح المقربة من حزب العدالة والتنمية. ومن بين الخرجات التي تمضي في السياق ذاته، ما سبق لناشط سلفي مغربي، يدعى عادل عطاف، أن صرح به في محاضرة، حيث وصف الشيعة المغاربة بكونهم "أخطر الطوائف على الإسلام والمسلمين ويريدون إفساد البلاد والعباد"، وأضاف أن تواجد الشيعة بالمغرب "طامة كبرى" و"نذير شؤم" و"بذرة إرهاب تنبت في المغرب يجب تجفيف منابعها لأنه إذا وجدك سيذبحك"، وفق زعمه. تقارير: مضايقات شيعة المغرب رصد التقرير السنوي لمنظمة "شيعة رايتس ووتش"، التي يوجد مقرها بواشنطن وتصف نفسها بأنها "أول منظمة شيعية عالمية تعنى بالدفاع عن حقوق المسلمين الشيعة في العالم"، ما وصفها انتهاكات حقوقية تطال المسلمين الشيعة في المغرب، عبر "التعرض للمضايقات جراء تنامي التحريض الذي تمارسه الجماعات المدعومة من الخارج"، في إشارة إلى ما وصفها ب"الحركات الوهابية والسلفية". وقال التقرير، إن شيعة مغاربة اتهموا في سنة 2014 قوات الأمن والإدارة بممارسة "التمييز على أساس المعتقد"، وأنهم يعانون من "حالات التضييق التي تعرض لها مغاربة يعتنقون المذهب الشيعي، خاصة بعد موافقة المغرب على مشروع قرار أممي حول حرية المعتقد"، فيما أوردت الوثيقة أن "التحريض يتم عبر عدد من الفضائيات ووسائل الإعلام، ضمن حملات منظمة تهدف إلى الكراهية والتمييز ومعاداة المسلمين الشيعة".