استغرب فاعلون جمعويون ونشطاء البيئة بمدينة المضيق من الإعلان الصادر الأسبوع الماضي عن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والذي أعلنت من خلاله عن إضافة 12 منطقة طبيعية رطبة جديدة بالمغرب إلى قائمة اتفاقية “رامسار”. ومن بين المناطق الرطبة التي تم إضافتها إلى هذا التصنيف “مرجة أسمير” التابعة للنفوذ الترابي لمدينة المضيق. وتساءل بعض الفاعلين الجمعويين عن سر تصنيف هذه المرجة ضمن لائحة المحميات الوطنية “رغم أنها لم تعد موجودة وتعرضت للإتلاف وتحول معظم نفوذها إلى مركبات سياحية إسمنتية”.
وأضاف المعلقون أن المطالبات السابقة بجعل هذه المحمية منطقة رطبة معترف بها من المؤسسات الوطنية والدولية المختصة “ذهبت أدراج الرياح” بعد أن تم الشروع في تشييد العديد من المركبات السياحية بهذه المحمية التي هاجرتها الطيور، وتم القضاء على الرصيد النباتي والإيكولوجي الذي ميزها منذ سنوات. وكانت العديد من جمعيات المجتمع المدني بمدينة المضيق وبالمدن المجاورة قد حذرت منذ سنوات من القضاء على هذه المنطقة الرطبة، والسماح بإقامة البنايات داخل نفوذها، معددة الأخطار المحدقة بالمدينة في حالة طمس معالم المرجة وخاصة دورها في الحد من الفيضانات، وقيمتها الطبيعية والبيئية بالنسبة للساكنة كمنتزه إيكولوجي ومجالي هام لمحبي السياحة البيئية.
يذكر أن مرجة أسمير فقدت غالبية معالمها البيئية والطبيعية منذ أكثر من خمس سنوات، بعدما تحول معظم نفوذها إلى فضاء لإقامة مجموعة من المركبات السياحية الضخمة. كما تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية “رامسار” هي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي، الثقافي، العلمي والترفيهي. وتحمل الاتفاقية اسم مدينة “رامسار” الإيرانية.