إن المراقب لما يجري في هذه المدينة ليصيبه الذهول لما آلت إليه ، و لسان حال حمامتها يقول ” ألمزوق من برا آش خبارك من داخل” و الحقيقة أن مظهر المدينة الأنيق و طبع أناسها الرقيق لا يرجع الفضل فيه لأي مسؤول بقدر ما يعود لواقع المدينة المتحضر و تاريخها الأصيل ثم إلى وقت قريب احتكاك اناسها بحضارة المستعمر الذي خلف من العمران و المعمار ما يعجز عنه مهندسو اليوم . تحولت تطوان خلال السنتين الأخيرتين إلى مدينة شبح بعدما كانت شوارعها الرئيسية تنبض بالحياة ، فلا الأسواق كالأسواق و لا الرواج التجاري عصب الإقتصاد المحلي يعود لسابق عهده ، أغلقت المحلات و لا من يشتري لتعود فكرة الهجرة تراود أغلب شباب المدينة المنسيين في احياء جبل درسة و البربورين و الاشارة و الباريو و جامع مزواق و المدينة العتيقة و سانية الرمل و الكاريان و كويلما و كرة السبع و هلم جرا … هوامش هي الخزان الحقيقي لأصوات المتنفعين من بؤس ساكنيها في كل موعد انتخابي ، ليعودوا لنفس اللحن مع كل استحقاق ، و كأن عضال فقدان الذاكرة ألم بالساكنة أو كأن هؤلاء المتنفعين لا حياء لهم ليعودوا لنفس الصرير . توقفت أغلب التظاهرات الثقافية و الفنية بالمدينة ، بل صارت تقتل أصحابها من على منابر الكلمة ، حتى الفريق الأول بات يستجدي البقاء في قسم الصفوة و هو العريس قبل سنوات، مشاريع توقفت أو أقبرت كوادي مرتين و الملعب الكبير و أخرى لا قيمة تنموية تحسب لها غير وضع “العكر على الخنونة” ، الكثيرون من المنتخبين في مجالس المدينة مجرد أرقام ، و منهم من تحول من حال إلى أحسن حال، بينما هذه المدينة أحوالها تسوء بشكل ينذر و لا يبشر . فإلى أين يقودنا هذا الوضع ؟