من المعروف أن ناحية تطوان كانت عامرة قبل ظهور الإسلام، فما تزال بها لحد الآن، آثار مدينة رومانية تسمى "تمودة" وهي تقع في الجنوب الغربي لمدينة تطوان على ضفة النهر المجاور للمدينة. أما عن تطوان القديمة فمؤسسها الأفارقة الأقدمون، وقد افتتحها المسلمون في القرن الأول للهجرة . عرفت هذه المدينة طوال تاريخها الحافل، الكثير من التقلبات في الأوضاع بين تخريب وإعادة بناء، ويذكر المؤرخون أن القائد المجاهد آبا الحسن علي المنظري الغرناطي (الدفين بالمدينة) هو الذي أشرف على تجديد بناء المدينة الحديثة ما بين 888 و 889 ه الموافق لسنة 1483 م ، وذلك بمعية أكثر من ثمانين غرناطي فروا بدينهم من أذى الإسبان. وتجدر الإشارة إلى كون تطوان كانت في جميع أطوارها المعروفة منذ بزوغ شمس الإسلام عليها وعلى ناحيتها، مدينة إسلامية تعتبر جزءا من المملكة المغربية الحرة المستقلة، إلا أن الإسبان دخلها ليمكث بها حوالي سنتين بعد الحرب الاسبانية المغربية سنة 1860 م، ثم بعد ذلك جاء عهد الحماية الاسبانية المغربية سنة 1913 م، منذ ذلك الحين، أصبح للسلطان خليفة على الشمال المغربي، فكانت تطوان عاصمة المنطقة الخليفية إلى أن جاء الاستقلال على يد المغفور له جلالة الملك محمد الخامس سنة 1956 م ، وقد ظلت تطوان موطن إخلاص وولاء ، ومنبع إشعاع ثقافي وحضاري. بريس تطوان : نقلا عن الكتاب المدرسي بعنوان "جغرافية الإبتدائي" دراسة البيئة المحلية تطوان الطبعة الأولى لسنة 1987