رأي الأستاذ الزعيم عبد الخالق الطريس حول العناية بالموسيقى المغربية أما الزعيم الراحل عبد الخالق الطريس فقد دافع عنا لموسيقى العربية، وطالب بانقادها من الضجيج الذي يعتريها، والسمو بها لحنا وايقاعا وغناء، بعدما اعتراها تسلط الدخلاء، وغزاها الجهلاء، فقال تحت عنوان: "العناية بالموسيقى المغربية" لا ينكر أحد ان الموسيقى المغربية بلغت ككل شيء إلى درجة من الإنحطاط لم تبق تحتها سوى الدرجة التي توجد فيها موسيقى الزنوج ومن لا حضارة لهم، وإذا قيست موسيقاتنا بالمقاييس الفنية نجدها موسيقى سخيفة جديرة بأن تكون من انتاج الجهلاء والأميين وأصحاب الذوق الخشن، وهل يصح أن يبقى الأمر على حالته ونحن في نهضة سوف تتمخض عن عظمة؟ صحيح أن الموسيقى العربية بلغت في العصور الوسطى بالنسبة للموسيقى الأجنبية المعاصرة لها شوطا بعيدا وكانت تحتل في الواقع مركز الموسيقى العالمية المستلذة والمحبوبة والمقلدة من الجميع، ولكن طفى عليها الزمان بصروفه فأصابها فيما أصاب حتى أصبحت مشوهة يمجها الذوق السليم، ولكن بعض الأمم العربية تفطنت لواجبها في هذا الميدان فاسعفت هذا الهيكل الشائخ بالتقوية والتشذيب والإضافة والإبتكار حتى تكونت لها موسيقى إن لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه موسيقى الأمم الأخرى- فهي طريق النمو والتطور. أما في المغرب فيبقى الحال على ما كان وليس بمجهول عند أحد أن المغرب والأندلس ساهما مساهمة عظيمة في تكوين قسم جليل من التراث الموسيقى للحضارة العربية ولعل الموسيقى مع الفن المعماري أهم أنواع الفنون التي غذاها أسلافنا تغذية خالدة وها نحن اليوم نسمع بين حين وحين راديو مدريد موسيقانا كما خلقها أصحابها فنجد الفرق شاسعا بين هذا الفن كما كان وكما هو موجود الآن، فإذا كان السلف يتذوقون الحياة ويصوغونها في قوالب فنية رائعة من الألحان فلماذا نكتفي نحن بهذا الوقوف المزري في هذا المضمار؟ إن لنا استعدادا قويا لتكوين ذوق فني عام ولنا طبيعة جميلة فاتنة توحي بأسمى ما توحي به الطبيعة من عواطف وأشجان، ولنا تاريخ مليء بالبطولة والإيمان وقوة الإبتكار فماذا ينقصنا يا ترى؟ يتبع بريس تطوان نقلا عن كتاب الأجواق الموسيقية بتطوان وأعلامها