مرت الموسيقى بثلاث أحقاب تاريخية و ثقافية: 1)الشعوب البدائية 2)الشعوب ذات الثقافة المتوسطة 3)الثقافات العليا المتطورة بين 4000 و 1000 سنة ق.م. أ)الموسيقى في الصين: اعترافا من الإمبراطور الأول (فو-هي) الأصوات الصافية المختلفة تمثل السماء و الأصوات القوية تمثل الأرض، و الموسيقى هرمونية السماء و الأرض، هذه التصنيفات تدخل ضمن القانون الموسيقي الصيني. ب)الموسيقى في اليابان: استوردت اليابان القديمة ما بين القرنين الخامس و السادس ق.م. أحسن أنواع الفنون من الصين، ثم أضافت على تحسينه موسيقيا و تجميله أكثر. فكانت الآلة المفضلة عندهم هي (كوتو) على شكل قيثارة تعتبر من أنبل الآلات أكثر احتراما في الوسط الشعبي الياباني. ج)الموسيقي في الهند القديمة: الموسيقى في الهند مرتبطة بأرقى الرموز و الأساطير، (ساراسوا) إلهة الموسيقى جالسة على الطاووس تنقر على (الراجا). د)الموسيقى القبطية الفرعونية: الحروف الهيروغليفية تركت في الحضارة الفرعونية رموزا تعبيرية في مختلف العلوم و الفنون، الكهنة رجال الموسيقى، من كان لا يمارس الموسيقى يعتبر متخلفا فظا، يجب ا، يتعلمها ليصبح صالحا داخل المجتمع الفرعوني. و الآلة الموسيقية التي يستعملونها هي الهارب الفرعونية (النيبلا) يعزف عليها نبلاء الأقباط و الفراعنة و أسرهم. ه)الموسيقى بين النهرين: الوثائق الإكنوغرافية تشهد أن الموسيقيين البابليين من رجال الدين يتبعون الملوك و أخبارهم يعلنون عنها بالموسيقى في شمال غرب بلاد الرافدين. و من أبرز الأساطير في ذلك يعتبر إله عشتار يتكلم مثل (الفلوت) و إله الريح يتكلم مثل (الهوبوا) و)الموسيقى عند آشور: بقيت الموسيقى في آشور محفوظة إلى يومنا هذا ، فهي جزء من التراث اللحني المتجانس مع الكنيسة المسيحية و التي تشكل جزءا من التراتيل الجريجورية، و من بين الآلات المتميزة هي السيتار البدائية (ماكاديس) و السيتار ذو الأصوات الرقيقة (بيكتيس). ز)الموسيقى عند الفينيقيين: عرفت فينيقيا الحروف الهجائية الأولى و كذلك الموسيقى، فكانت الاهتمامات تعطى للموسيقى في مدينة صيدا المعروفة بالألحان الجميلة كما كانت مدينة ثيرو تستعمل الآلات الموسيقية لتصاحب الغناء البشري. ح)الموسيقى عند العبريين: استعمل الشعب العبري الموسيقى و الشعر في ثقافته و تراثه لبناء أركان تعاليمه الدينية ، استوحى الموسيقى و النصوص الشعرية من الكتاب المقدس. يعتبر يوبال أب الموسيقيين الذين عزفوا على (أوكاب) و نقروا على (كينور).نبي الله داوود كان عازفا ماهرا على (النيبل) أما ابنه سليمان قد بنى معبدا لممارسة الموسيقى بالطقوس الدينية و تكوين الموسيقيين المحترفين. ط)الموسيقى عند الإغريق: اليونان بلاد الفلسفة و الجمال و الرياضة، إذا كانت كدينة إسبارطيا معروفة بفنون الحرب و الرياضة على اختلاف أنواعها، مدينة أثينا معروفة بالعلم و الفن و الثقافة. الميثولوجية القديمة تركت تسعة موسات واحدة منهن (أوتيرب) موس إلهة الموسيقى ، يعتبر الإغريق الموسيقى فنا مقدسا بمعنى إله (هيرميس) صنع آلة (الليرة) و إله (أبوللو) أبدع الستار. ي)الموسيقى عند الرومان: الرومان لم يتفننوا كثيرا في الموسيقى بل اكتفوا بما أخذوه عن الإغريق ، توجهت اهتماماتهم إلى فنون الحرب و القانون/ الثقافة الإغريقية أثرت في ثقافتهم كالفنون التشكيلية و النحت و المسرح.و الآلة المقدسة عنهم هي الليرة التي تغنى بها نيرون حينما أمر بحرق روما. ك)الموسيقى عند العرب: كانت الموسيقى في العصر الجاهلي عند العرب بدائية جدا لعدم وجود الاستقرار الحضاري و قسوة البيئة في شبه الجزيرة العربية التي كانت تجعلهم بدو رحل من واحة لأخرى، فاقتصرت الموسيقى عندهم باستعمال الناي و الحادي . و بعد توسيع رقعة الإسلام و مع اعتناق طائفة من العلماء و الفلاسفة و المفكرين و الأطباء للإسلام خاصة من بلاد فارس و خرسان و الهند و الترك و غيرها ترجموا بعض الكتب العلمية و الفنية و الفلسفية و الطبية إلى اللغة العربية كالفرابي و ابن سينا و الرازي و إخوان الصفا و الفراهدي و الأصفهاني و غيرهم و كانت الآلة الإسلامية المفضلة عند العرب هي العود كما كان يسمونه الأتراك (سمبيعود) الذي طوره زرياب ببلاد الأندلس. هذا تلخيص للحضارة الإنسانية القديمة و الثقافات للشعوب الماضية تركت كنوزا فاخرة بالعلم و المعرفة المختلفة على أساسها بنيت مسيرة الحياة في عهدنا و عليها ستتطور مستقبلا و في الأزمنة المقبلة. بقلم أحمد حبصاين