فردوس ماليكي – نبراس الشباب – كائن بشري ذو إحساس ومشاعر وعواطف و قل جبار وذكاء قوي وروح سامية المرأة قادت شعوب وساهمت في تطوير التطور الحضاري في شتى الميادين السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الفنية و العلمية المرأة في نظر واعتقاد الرجل المتربي والمتمدن والمتحضر و المثقف والواعي والراقي، إنها كائن بشري ذو إحساس ومشاعر وعواطف و قل جبار وذكاء قوي وروح سامية، فهي نصف المجتمع الإنساني فوق هذا الكون العجيب، كذلك رمز الحضارة والجمال واستمرار الحياة. هذا ما فسره الأستاذ أحمد “حبصاين” حين كان يلقي كلمته في حق المرأة، تقلدت المرأة عدة مناصب هامة، قادت شعوب وساهمت في تطوير التطور الحضاري في شتى الميادين السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الفنية و العلمية….. قامت بدور التربية وتعليم الأبناء بفطرة وغريزة الأمومة قبل وجود المعرفة والدراسة، يبرهن التاريخ على أن وجود المرأة كعنصر فعال وتيار قوي في المجتمعات البشرية، يجب أن نكن لها احترامنا وتقديرنا، هي أولا أم وأخت ثم زوجة، وأخيرا ابنة. شهرزاد التي سيطرت على نفس وعواطف شهريار لمدة ألف ليلة و ليلة تحكي له أروع الحكايات والقيثارة بين أيديها، ثم بلقيس ملكة سبأ التي أتت عند سيدنا سليمان و معها قيثارتها الموجودة في متحف ليدن بهولاندا يرجع تاريخها 2000 سنة قبل الميلاد، عثر عنها في الحفر و التنقيب بمأرب زوليخا الفرعونية، زوجة بوتيفار و معناها باللغة الفرعونية (المرأة الجميلة)، وهي تعزف على آلة “النبل” أي القيثارة. وفي الأساطير الإغريقية “هيرا” زوجة زيوس تعزف الليرة، و في الميثولوجية العبرية دليلة عازفة (النبل) بما استهوت قلب شمسون حتى قضي عليه، و في الهند القديمة إلهة (سراسوا) جالسة على الطاووس و هي تنقر على(الرجا). حتى أصبحت المرأة عند الشعوب المتقدمة تفرض وجودها و كيانها و رأيها، أكملت مسيرة التقدم والازدهار في ميدان العلوم و الفنون، ففي عصرنا تواجدت على الساحات الموسيقية خصوصا في القيثارة عازفات عالمية من كل الأجناس نذكر منها على سبيل المثال لا الحضر، الأستاذة أميريكا مارتينس كاتدراتيكية عالمية للقيثارة بالمعهد العالي للموسيقى بإشبيلية، تتلمذت على يدها سنة 1987، في سنة 2006 منحها المجلس الإقليمي بإشبيليا الوسام الشرفي، و في 30/9/2010 فارقت الحياة عن سن 87 سنة حافلة بالعطاء الموسيقي و تعليم القيثارة، وتركت أجيالا عالمية في ذاكرة حياتها. الأستاذة “إيبيلين شونفيلد” المتخصصة في تقنية فيلا لوبوس سنة 1982 تعتبر من أمهر العازفات الفرنسيات على القيثارة عالميا، إضافة إلى العازفة الألمانية “سونيا برانبوير” المتربعة على كرسي لقاءات البحر المتوسط لتلقين أسلوب العزف لأعمال “ج. س”، باخ، فهي متخصصة في أعمال باخ و أستاذة ماهرة عالميا. لا ننسى نساء عازفات ماهرات دخلن تاريخ القيثارة في العالم إزاء نصفها الثاني الرجل مثل “إيدا بريستي” التي ولدت بفرنسا 1924 فتعرفت على زوجها “ألكسندر لاغوي”ا في إحدى اللقاءات، و منذ ذلك التاريخ و هما يمثلان الثنائي الدائم للقيثارة إلى أن توفيت “بداء المالاريا” عندما عادت من ماليزيا حينما كانا يقومان بجولة لإحياء حفلات موسيقية، وقد فارقت الحياة بالولايات المتحدة سنة 1967 فتركت ذاكرة موسيقية زاخرة مع زوجها الذي توفي سنة 2007. لن تمر المناسبة دون ذكر العازفة الماهرة الأرجنتينية التي ازدادت ب “وينوس أيريس” سنة 1907 “إيزابيل ماريا لويزا أنيدو كونساليز” تتلمذت على يد تلميذ فرانسيسكو طاريغا هو ميكيل جوبيط و هي في سن 12 من عمرها بمدينة طاراغونا من هنا اكتسبت مقدرة و عزيمة لحبها الشديد للقيثارة فأصبحت إحدى النساء الشهيرات عالميا توفيت بمدينة طاراغونا سنة 1996 ، كما أن هناك عازفة أخرى الفرنسية تانيا شانيو ، درست القيثارة في سن 8 على يد موريس باسيط و في سن 16 تخصصت لدراسة القيثارة الكلاسيكية ثم التحقت بالمعهد العالي بمدينة باريس و تتلمذت على المايسترو ألبيرتو بونس حتى أصبحت ذو شهرة عالمية في عصرنا الحالي. و بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يسعدنا أن نقدم روائع المعزوفات الموسيقية للقيثارة الكلاسيكية لبعض تلميذات قسم القيثارة بالمعهد الموسيقي بشفشاون مع أستاذهم المؤطر لهذه الأمسية الشاعرية الفنان “أحمد حبصاين”، و كما يعلم الجميع القيثارة فينوس العارية في عالم الجمال لا تدع أحد يسمعها إلا الذي يحبها.