التِّطَّوْنِيُّون والذهب بين الأمس واليوم ارتبط الذهب في الوعي الجمعي المغربي بالمناسبات الإجتماعية وعلى رأسها حفلات الزفاف، التي يبقى هذا المعدن الثمين جزءا لا يتجزأ من طقوسها كما هو الحال في مناسبات الخِطبة وما يشكله خاتم الزواج من رمزية ضرورية للتعبير عن الإرتباط بين العريس والعروس من رباط مقدس. تطوان و الذهب.. عادات و تقاليد وتعد مدينة تطوان من أكثر المدن المغربية تشبثا بتقاليد وعادات طبعت طقوس أعراس التطوانيين، التي توارثتها الأجيال منذ عهود خلت، ولا أدل على ذلك حي"الطرافين" المجاور لساحة المشور السعيد "الفدان"، حيث عشرات المحلات لبيع الذهب. الذهب..بين الرواج و الكساد ولئن شكلت هذه المحلات في السنوات الماضية مقصدا لكل عريس وعروس مقبلين على دخول "القفص الذهبي" و هما يستعدان لإحياء "ليلة العمر"، فإن الأمر لم يعد كذلك وهو ما يؤكده التاجر محمد بعد أن قضى أزيد من 30 سنة في بيع الذهب، وقد استضافنا في محله. ويصف محمد بنبرة ملؤها الحسرة حالة الكساد التي باتت تعانيها تجارة الذهب"لم يعد الذهب ضروريا بالنسبة لهذا الجيل، فبعد أن كان الذهب من ذي قبل يحظى بأهمية بالغة، أصبح أمرا ثانويا ومن الكماليات" ويردف محمد قائلا "حتى في مناسبات الخطوبة و الزواج وغير ذلك لم تعد الاهالي تشتري الذهب لكونه باهض الثمن ولم يعد في متناول الجميع". ليتم الإقتصار فقط على شراء خاتم بسيط للخطوبة مقارنة بالسابق حيث كانوا يشترون بما يسمى "الكولي" و "مسياسة". الذهب..و الفصول الأربع بدر الشاب الثلاثيني مبتدئ في تجارة الذهب، أخبرنا في حوار أجريناه معه عن الوضع الحالي لبيع الذهب رابطا انخفاض السوق بالأزمة العارمة بالبلاد، قائلا"إن السبب الرئيسي وراء الضعف التجاري هي تراجع السيولة المالية" حسب تعبيره، وأضاف بدر "الإقبال على شراء الذهب تراجع في السنتين الأخيرتين". وفي سؤال لبدر عن أثمنة الذهب أكد على أنها لم تعرف انخفاضا كبيرا، مضيفا" الذهب كان ب 350 درهم للغرام بينما أصبح الأن ب 300 درهم للغرام، لكن لا يمكن الربط بين انخفاض أو غلاء الذهب لأن ذلك ليس هو السبب الرئيسي في تراجع السوق". وعن الربط بين فصل الصيف وباقي الفصول من حيث الإقبال على شراء الذهب شَدَّدَ البائع بدرعلى أنه أصبح التجار يفضلون فصل الشتاء على فصل الصيف من حيث "الرواج" حسب تعبيره. هكذا إذن تبدو علاقة المغاربة عموما والتِّطَّونيين على وجه الخصوص بالذهب، بما طرأ عليها من تغير طال كل مناحي الحياة في ظل عولمة جارفة لم تبقِ ولم تذر.