تعرف منطقة كتامة هذه الأيام انقطاعات متكررة للكهرباء في عدد من الدواوير التابعة لها، بعد أن لجأ المكتب الوطني إلى تخفيض الاستهلاك لسد الباب في وجه تجار الكيف الذي يستنزفون الطاقة الكهربائية بالمنطقة. و أوردت مصادر متطابقة أن المكتب الوطني للكهرباء بالحسيمة يلجأ إلى هذه الطريقة للحفاظ على سلامة التجهيزات الكهربائية التي تزود المنطقة بالكهرباء وعدم تعريضها للتلف. وأوضحت ذات المصادر، أن التجهيزات الموجودة حاليا لا تحتمل جهدا يفوق 170 أمبير، في حين أن مزارعي الكيف في هذه الفترة بالذات يستهلكون الكهرباء بشكل مفرط، ما يؤدي إلى رفع الاستهلاك، وفي حالة عدم التدخل بالطريقة المذكورة، فإن هذه التجهيزات ستكون عرضة للتلف، وبالتالي ستدخل المنطقة كلها في أزمة كهرباء. و كان مسؤول بالمكتب الوطني للكهرباء قد اعتبر أن استغلال الطاقة الكهربائية بات غير مقنن نتيجة بعد المنطقة عن المراقبة، وكذا غياب أية إجراءات تحد من استنزاف الطاقة بهذا الشكل الخطير، بعد أن أصبحت بعض الدواوير تعيش أزمة طاقة خطيرة، بسبب إقدام المزارعين على استعمال المضخات في وقت متأخر من الليل، مما يؤثر على المحولات الكهربائية التي غالبا ما لا تتحمل هذه القوة. المسؤل نفسه أكد على أن عدد المحولات التي لم تعد صالحة خلال سنة 2014 بلغ ما يزيد عن ثمانين محولا كهربائيا، في حين ما تزال العديد من العناصر مرابطة بالمنطقة تحسبا لأي طارئ، نتيجة كثرة الشكايات التي تتقاطر على المكتب. مؤكدا على أن هذه المنطقة لا تخضع لأي قانون، بحيث تبقى "السيبة" سيدة الموقف، بعد امتناع العديد من المواطنين عن أداء فواتير استهلاك الكهرباء، وهو ما يستدعي إعادة النظر في التعامل مع المنطقة بشكل يعيد للدولة هيبتها وللقانون مصداقيته. مضيفا أن هذه الوضعية خلقت ارتباكا لدى تقنيي المكتب الوطني للكهرباء الذين يتحملون مشاق إيصال المحولات إلى مرتفعات شاهقة وشاسعة بوسائل جد بسيطة، خوفا من اتساع رقعة انقطاع التيار الكهربائي. وكان نفس المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، قد أكد على أنه حان الوقت للمكتب الوطني للكهرباء من اجل استعادة الملايير التي ما تزال في ذمة مزارعي الكيف،فيما يكتوي المواطنون بالمدن والقرى، إذ طالب المصدر بضرورة تحرك الدولة في اتجاه التصدي لمثل هذه الممارسات التي تؤثر سلبا على الإقتصاد. من جهة أخرى أفادت مصادر حسنة الإطلاع من عين المكان أن "جشع" المزارعين ورغبتهم في الخروج من عنق الزجاجة مع اشتداد الحرارة، اهتدوا إلى طرق غريبة وغاية في التحايل، حيث يلجأون إلى استعمال مضخات كبيرة لنقل المياه من الأودية إلى مناطق زراعة الكيف في الجبال، خصوصا اثناء الليل، مما يؤثر على المحولات الكهربائية التي توزرع التيار الكهربائي بالمنطقة، حيث لا تعود صالحة نتيجة استعمال مضخات تفوق قوتها قوة هذه المحولات.