– عبد السلام اجبيرن: تعيش العديد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شفشاون، مأساة حقيقية أعادت السكان إلى العصور الوسطى، من خلال الظلام الذي يخيم على هذه المناطق، بسبب انقطاع خدمات الكهرباء، الذي لم يستثني حتى بعض المرافق الحيوية. وحسب مصادر محلية، فإن انقطاع التيار الكهربائي، راجع إلى الضغط الحاصل على المحولات التي تقوم بتوزيع خدمات الكهرباء على مختلف المداشر والدواوير الواقعة ضمن تراب هذه الجماعات. وتشير المصادر بعينها، إلى أن هذا الاختلال الذي عرف تفاقما خطيرا في الأيام الأخيرة، ناتج عن استعمال الكثير من مزارعي نبتة القنب الهندي "الكيف"، لمضخات مياه ذات الضغط المرتفع، مرتبطة بمختلف شبكات توزيع خدمات الكهرباء، من أجل سقي هذه النبتة. وتؤكد نفس هذه المصادر، أن مزارعي الكيف، يعمدون إلى تشغيل هذه المضخات، خلال الفترة الليلية، بعيدا عن أعين السلطات المختصة المتمثلة في مصالح المكتب الوطني للماء والكهرباء، الذي سبق أن استثمر الملايين من أجل تزويد المناطق القروية بخدمات الكهرباء. ويقول العديد من المواطنين المتضررين، إن هذا الانقطاع المتكرر لخدمات الكهرباء، بات يكبد الفلاحين والتجار، خسائر باهضة، نتيجة تلف مختلف أنواع المواد الغذائية، خاصة اللحوم ومشتقات الحليب، التي تحتاج إلى حفظها في أجهزة التبريد. ويعتبر السكان، أن هذا الوضع، راجع بالدرجة الأولى إلى ضعف مراقبة المكتب الوطني للماء والكهرباء، مما يقتضي تحركا عاجلا من طرف السلطات الملحية، لحماية حقوق المواطنين والضرب بيد من حديد على يد هؤلاء المزارعين. وتأتي أزمة الكهرباء في قرى شفشاون، بعد أسابيع من انتهاء معاناة سكان المنطقة مع أزمة الماء، التي تسبب فيها كذلك مزارعو الكيف، من خلال احتكارهم، لمنابع الماء الصالح للشرب، وهو الوضع الذي تمكنت السلطات المحلية من وضع حد له بعد تدخلها ومصادرة أعداد كبيرة من المعدات التي تستعمل في عملية السقي.