حينما حاولت ان اعرف عن الخيانة الالكترونية، وأسبابها، لم اتردد في أن اعلم من الواقع وبالممارسة، وأبحث عن مناطق الاصطدام، والجانب المسكوت عنه اجتماعيا، فكانت دراسات وتجارب فجئت بما تحملها من سلبيات، وايجابياتها القليلة، ونزوات الارتداد، ولأستطيع الحديث عن المسكوت، والمعلوم !! لم اجد سوى العلم وطرق المنهج والبحث عن فراغات العاطفة، ونزوات الاهتمام ! تميز الخيانة الإلكترونية -على عكس ما يتصور الكثيرون- بنفس الأفكار والمشاعر التي تصاحب الخيانة التقليدية، ففيها السرية والخيال والإثارة، وفيها أيضا الإنكار والتبرير، ولها نفس القدرة المدمرة على العلاقة بين الزوجين بما تحمله من آلام وفقد للثقة، والكثيرون يتصورون أن الآلام المصاحبة للخيانة الإلكترونية تكون أقل من مثيلتها في الخيانة التقليدية، ولكن حقيقة الوضع غير ذلك؛ حيث يتضح أن الخيانة الإلكترونية قد تكون أكثر إيلاما، ويصاحبها الكثير من المشاعر السلبية عند شريك الحياة، ومنها الرفض والهجر والخجل والغيرة والغضب، وهذا يحمل تهديدا مروعا يشبه السرطان الذي يتسلل متخفيا ليدمر أشد العلاقات الزوجية رسوخا. ولهذا السبب نجد أزواج وزوجات يعيشون تحت سقف واحد، وشبان وبنات من أعمار مختلفة يقعون كل لحظة في بئر الخيانة الإلكترونية .. فما الذي يدفع هؤلاء إلى هذا الطريق ؟ ومالفرق بين الخيانة التقليدية و الخيانة الإلكترونية ؟ وإذا كانت الأولى تحصل عن سابق تصورٍ وتصميم فهل صحيح أن ثانية تحصل بمحض الصدفة ؟ بحيث تتحول الرغبة في التسلية والتواصل البريء مع الأخرين عبر شاشة الكمبيوتر و في غرف الدردشة إلى علاقة مباشرة قد تؤدي إلى خراب البيوت في كثير من الأحيان؟؟ لماذا يلجأ البعض إلى الخيانة الزوجية؟ قد لا يكون مفتاح المشكلة في معرفة طريقة حدوثها، بقدر ما يكون في معرفة دوافعها، فالخيانة الزوجية، التي تعني قيام أحد الزوجين بإقامة علاقة غير شرعية مع طرف آخر خارجي، تتراوح ما بين كلمات الغزل، أو الحديث المسموع، والمشاهدة المباشرة عن طريق الإنترنت، وصولاً إلى اللقاء الحقيقي في الواقع، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى إقامة علاقة غرامية، وربما علاقة محرّمة شرعاً. كما أن سبباً آخر لظهور وانتشار ظاهرة الخيانة الالكترونية، "فقدان الرجل لقوامته"، بحيث: "في بعض الأحيان لا يقوم بوظيفته التربوية نحو الزوجة، تكون وظيفته الأساسية كالدابة ويغفل أنه زوج وأنه راع وأنه مسؤول عن رعيته، وبالتالي يسقط هذا الزوج في نظر زوجته وبالتالي هي تتصل بغيره". عدم تفهم الاحتياجات الجنسية للزوجة: من جهة أخرى يرى الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين ، أن من الأسباب المؤدية للخيانة الالكترونية، "عدم تفهم الزوج لاحتياجات زوجته الجنسية أو مقابلة صراحتها معه بالنسبة للأمور الجنسية بتهكم وسخرية أو باللامبالاة فتلجأ إلى الخيانة عبر الانترنت، باسم مستعار حتى لا تنكشف شخصيتها الحقيقة لأنها أصبحت تعتقد أن متطلباتها الجنسية محل تهكم وسخرية من قبل الجنس الآخر". و: "إن إشباع الحاجة لتقدير الذات هي من الحاجات الأساسية في حياة الفرد فالبعض من النساء ترغب في إكمال دراستها ولكنها لظروف معينة حرمت من التعليم! فنجدها تتقمص شخصية سيدة أعمال أو مهندسة ديكور وتشبع رغبتها في التقدير من خلال خداع الآخرين وجذبهم لها خاصة إذا كان زوجها صاحب درجة علمية عالية ويسخر منها لجهلها". وتؤيد الكثير من العلماء الاجتماعيين خطورة "الفراغ بمعناه الحقيقي وبمعناه النفسي"، كسبب رئيسي للخيانة الزوجية، و"في بعض الحالات يكون الفراغ نفسي بتجاهل الطرف الآخر له فالفرد بطبيعته يحب أن يكون جزءا من جماعة يتجاذب معهم أطراف الحديث والزيارات و ويشاركهم الاهتمامات والهوايات، ولا ننسى أن من مميزات التعارف على الإنترنت أن الشخص يستطيع اختيار الشخص الذي يتناسب مع أهوائه ورغباته الشخصية بسهولة". فيكون الزمن والوقت لا يلعب دورا كبيرا بأن ينشأ الشخص علاقة مع الطرف اللآخر الافتراضي. لأنه أثناء الحوارات يفترض كل منهما ما هو غير موجود موهما نفسه، و يعطي الكلمات معاني حسب اقتناعاته وان كان الطرف الثاني لا يبلغ لما اعتقده الطرف الأول أصلا !! كذلك أن "متعة المغامرة" سبب كفيل بالخيانة، وتقول "إذا لم يوجد جديد في حياة الزوج أو الزوجة فقد يلجأ أحدهما لخوض المغامرة فيعتبرها في البداية مجرد لعبة مسلية ما تلبث أن تصبح جزءا من حياة الإنسان، جزء يملئ وقته وعقله وقلبه". ولا ننسى "الإدمان" على الإنترنت، الذي قد يفضي إلى مشكلات أخلاقية، " أثبتت دراسات حديثة بأن الانترنت يتحول لإدمان بعد فترة قصيرة جدا حتى أن البعض يطلب المساعدة للإقلاع عن الإنترنت". وهناك الكثير من الأسباب الأخرى، التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة، مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته، كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات "غير محرمة شرعاً"، وقد ترى بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد "رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت"! ومن وجهة نظر تقنية، أرى أن من أسباب الخيانة الزوجية: " جلوس بعض مستخدمي الإنترنت لفترات طويلة أمام الكمبيوتر دون داعٍ، وغالباً ما يكون ذلك للتسلية مما ينتج عنه الوقوع في الرذيلة بعد ذلك". مشيراً إلى أن من البرامج المستخدمة في الخيانات الالكترونية، والتي لابد أن يكون عليها حظر من نوع ما، منتديات التعارف ومواقع الزواج. وتعتبر أهم أسباب الخيانة الإلكترونية : الفراغ العاطفي وضعف الإيمان والوازع الديني وضعف وهشاشة التربية الذي يمنع الوقوع في هذه المخالفات والسلوكيات المشينة، فغياب هذه الضوابط نتيجة الغزو المفرط لتلك الوسائل لحياتنا دونما استئذان أدى كل ذلك إلى شيوع علاقات من نوع آخر فانحسرت مجالات التعارف والتآلف في دنيا التكنولوجيا العصرية، وأصبح البديل الجديد التعارف عبر شبكات الإنترنت في المواقع والمنتديات والبروفايلات والمدونات، أو غرف المحادثات والشاتات، أو التعارف الهاتفي عبر خطوط النقال والاتصالات التلفونية، سواء بالاتصال التلفوني العشوائي ليلاً أو المتعمد وللأسف الشديد شاعت، فإن هناك خيانة زوجية، أو مآسي عائلية، أو اضطرابات عاطفية رئيسية، تحدث بسبب انتشار خطوط الهاتف الإلكتروني وراء السقوط في الخيانة الزوجية الإلكترونية. وهناك بعض أسباب عامة تؤدي إلى الخيانة سواء للرجل أو للمرأة وهي – التحضر ودعوة الحرية – وكذلك التفكك الأسري – وغياب أحد الزوجين أو – الانتقال من مجتمع إلى آخر أو الهجرة أو – ذلك السكن في المناطق العشوائية أو النائية، وعدم تكافؤ الزوجين كالفقر والدخل المعيشي أو اختلاف العمر والمستوى التعليمي وكذلك الشك وانعدام الثقة بين الزوجين له دور كبير في البحث عن آخر لتعويض النقص وكذلك انعدام الوازع الديني. دوافع عارضة ويشيرأحد المستشار الأسري إلى بعض الدوافع العارضة أو المؤقتة التي قد تطرأ لاحقاً على أحد الزوجين وتزول بزوال السبب وتختلف ما بين الرجل والمرأة، فالدوافع المؤقتة لخيانة المرأة: النزوة، رفقاء السوء، غياب الزوج لفترات طويلة سواء بسبب سفر أو عمل، المعاملة السيئة من جانب الزوج، عدم احترام الزوجة أو إعطائها حقوقها الزوجية في المعاشرة، الانتقام بسبب خيانة الرجل لها أو الزواج بأخري، افتقاد عنصر الحب والحنان والعاطفة، القضايا المرتبطة بالشرف. دوافع الأزواج وأضاف: وعلى الجانب الآخر، فالأسباب والدوافع العارضة للخيانة لدى الرجل تحدث عندما تصبح العشرة باهتة، باردة وروتينية.. ومن هنا يبدأ الرجل في البحث عن الرومانسية التي اختفت من حياته ويبحث عن امرأة تعطيه ما لم تستطيع زوجته إعطاءه. - بعض الرجال وعند قدوم أول طفل وحين يقل اهتمامه المرأة بالرجل وتولي جُل رعايتها واهتمامها لطفلها يترك ذلك انطباعاً نفسياً وحاجة لدى الزوج فيحاول أن يسد حاجته خارج إطار الزواج. - الرجل بطبيعته يرغب في أن يكون جذاباً ومرغوباً على الدوام، فعند انصراف الزوجة باهتمامها خارج نطاق رغبته وانشغالها بأطفالها وبيتها يوجه أنظاره إلى امرأة أخرى لكي يثبت جاذبيته وأنه ما زال مرغوباً فينصرف إلى نزواته ويحاول تحقيقها بإيجاد أخرى. - ربما تكون لديه الرغبة في العودة إلى (الشللية) ورفقاء السوء إذ يعود بذاكرته إلى أيام عدم تحمل المسؤولية والاتجاه لحياة الرومانسية المنشودة. - عندما يواجه الزوج متاعب في العمل أو يلاحظ عدم تقديره من قبل الإدارة من حيث الترقية فقد يتجه إلى امرأة أخرى كي يثبت لنفسه أنه مطلوب وأنه محط تقدير من قبل الآخرين أي من غير زوجته أو إدارته في العمل. - إذا أصبحت الزوجة لا تحترم زوجها ولا تقدره ولا تشعر برغباته وميوله سواء الفكرية أو العاطفية أو الجنسية. - إذا كانت المرأة تجعل من زوجها محط سخرية أو نقد مستمر أو تسخر من تصرفاته أو تنتقده بشدة أو لا تحترم أهله أو أنها تخرج بمشاكلها الزوجية خارج إطار حياتهما فأن هذا العامل يدفع به بالبحث عن امرأة أخري تحترمه وتقدر حياته. - عندما لا تصغي الزوجة لمتاعب زوجها ومشاكله، فإنه يتجه إلى غيرها ليحقق هدفه ويخفف أعباءه ويجد من تصغي إليه. - حرمان الزوج من ابتسامة زوجته عند استقباله وتوديعه أو عدم سعي الزوجة لإضفاء جو من المرح أثناء تواجده. - عدم اهتمام الزوجة ببيتها ورعايتها لشؤون زوجها الخاصة مثل مواعيد نومه وملابسه.. أناقته.. الخ. ومن أهم الأسباب اختفاء المشاعر المتبادلة والحميمة وعدم التوافق الجنسي أو البرود الجنسي الشائع لدى معظم النساء. نوع من الإدمان ونحذّر من تحول هذه العادة إلى إدمان عندما تسيطر بشكل كبير على الخيال فيصبح سيد الموقف لأن التواصل من خلاله خفي وغير معلوم ورغم ذلك يحقق نوعاً من الإشباع العاطفي والجنسي العالي، فالرجل عندما يمارس العلاقة الزوجية مع زوجته يسيطر عليه عنصر الخيال لما خزنه من تلك العلاقة فتشده لتكرارها أكثر مما يجب وفي ظنه حققت له نوعاً من السعادة فيدمنها. وعواقب هذا الإدمان أن يصبح البيت بارداً وترتفع مؤشرات الجفاء ونقص الحب والمودة والعاطفة بين الزوجين. و الأسباب النفسية للجوء أحد الزوجين لهذا النوع من الخيانة هو: حب المغامرة والانفتاح والمقارنة والمغريات والمشهيات التي أصبحت على بوفيه مفتوح لمتناول الجميع لتأخذ منه ما شئت وما تشتهي، والإنسان بطبعه مولع بحب الألوان والأنواع والأصناف كذلك الاهمال وعدم الاحترام وفقدان التقدير وعدم الإحساس بالحب وانشغال الزوجة والزوج عن البيت والأسرة والاهتمام الكامل بالعمل جميعها من المشهيات ومن أسباب الحاجة لمثل هذه العلاقات التي أصبحت من الخطورة أنها اجتاحت العالم بشقيه المحافظ والمنفتح وتداخلت الأبعاد والدوافع العاطفية والنفسية والاجتماعية والمادية والثقافية فيما بينها فولدت حاجة لها أسبابها ومبرراتها. كما ان تحقير اهمية الوعي الجنسي، وترك الشباب والشبات دون إلمام وتوعيتهم من طرف أباءهم وأمهاتهم، يسبب فراغا خطيرا، يثير فضول كل من الشباب والشبات معرفة المكمون والمسطور لأول مصادفة لرجل او إمرأة لهما الخبرة والجرأة على مناقشة هذا الموضوع، وان كان هذا الشاب او الشابة من المحافظين اجتماعيا ودينيا، فيجد كلا منهما مراده في البحث، والنبش في الموضوع ولو بكلمات محتشمة، وعبارات مغلفة بالدين والتقاليد، إما لاشباع رغبته، أو لملئ الفراغ المتواجد عند الشخص، وان أنكر الكثير هذه الحقيقة، والتي لا يعبر عنها الغالب الا وراء شاشات الحاسوب وفي قاعات الشات، او برامج المحادثات والمواقع الاجتماعية، فتلاحظ التباين الشخصي لشخص واحد مابين الواقع، والعالم الافتراضي، مما يؤدي بشبابنا الى ازدواج الشخصية، وصراعات نفسية، بين الواقع والدين، وبين العالم الافتراضي الذي يسمح بكل شيء، وفي غياب الوعي بالثقافة الجنسية والتي المفروض أن تكون مهمة منوطة بالآباء، والأمهات، ويزيد خطورة وبلة حينما يمتلك الفرد لغة أجنية ويتقنها، فتكون في هذه الحالة اكثر من غيرها ضراوة، حيث يجد شبابنا انفسهم وسط الثقافة الغربية لا تحرم و لا تحلل، فيجد ملاذه وطريقه لاشباع فضوله او رغبته، فلهذا كان علي ان أبحث فيهذا الموضوع واوصي اولياء الامور وأنصحهم، بالقيام بدورهم عوض ترك المسوؤلية لغيرهم، ولن ندري من سيتولاها في العالم الافتراضي، فيصبح أبنائنا عرضة بل وسط الجحيم مابين التحريم والرغبة، وما بين الجهل وانياب الذئاب. عادل ولاد محند [email protected] بتصرف : مجموعة من مواقع الأنترنيت، والاستشارة مع المتخصصين. شكر وتقدير لكل طرف كان مساعدا على انجاز هذا الموضوع.