احتضنت الجماعة الحضرية لتطوان بأحد فنادق المدينة خلال الفترة الممتدة من 24إلى 26 نونبر الجاري أيام دراسية حول تقوية قدرات الجماعات الترابية في مجال تدبير النفايات المنزلية وما شابهها، حيث عرفت هذه الأيام حضورا وازنا كممثلة الوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة و ممثلة عن مديرية تكوين الأطر الإدارية والتقنية وممثل مديرية الماء والتطهير التابعين لوزارة الداخلية وممثل المؤسسة الألمانية للتعاونGIZ كجهة داعمة ورئيس قسم البيئة بولاية طنجة وممثلي المديرية العامة للجماعات المحلية . و حضر هذا اللقاء السادة أطر وممثلوا جهة طنجةتطوان وجهة غرب الشراردة، وأطر وممثلوا الجماعات الترابية بالقنيطرة وتمارة والرباط وتطوانوطنجة وفحص أنجرة ووادي لاو وشفشاون إلخ.. وقد ترأس فعاليات هذا اللقاء رئيس الجماعة الحضرية لتطوان وأطرت جلسته الافتتاحية المستشارة الأستاذة نجاة حمرية المكلفة بقطاع النظافة بجماعة تطوان. وفي معرض كلمتها الافتتاحية رحبت السيدة المستشارة باسم المجلس الجماعي لتطوان بجميع المشاركين في هذا الورش التكويني وبالجهات المنظمة والداعمة له، و الذي يندرج في إطار البرنامج الوطني للنفايات المنزلية وما شابهها والذي يهدف تقوية قدرات الجماعات الترابية لتتبع المشاريع المبرمجة على المستوى المحلي استنادا للقانون 28.00المتعلق بتدبير النفايا ت والتخلص منها، كما تمنت المستشارة مقاما طيبا وتكوينا موفقا للمشاركين بين أجنحة الحمامة البيضاء. وفي معرض مداخلته اعتبر رئيس الجماعة الحضرية لتطوان أن الجماعة كانت حريصة أشد ما يكون الحرص على الرفع من مستوى الخدمات في مجال جمع النفايات المنزلية والتنظيف وهو ما حذى بها للتعاقد مع شركتين متخصصتين و تعيين خليتين لمراقبة وتتبع أشغال التدبيرالمفوض للنظافة .و شكر السيد الرئيس الجهات المنظمة والراعية للتكوين و اختيار مدينة تطوان كمكان له وهو ما سمح للأطر التي تشتغل في هذا القطاع الاستفادة منه عبر تبادل التجارب والخبرات مع الجماعات الأخرى. هذا وقد شهدت هذه الورشة التكوينية تقديم عروض تقنية لامست إلى حد كبير مسألة الاطلاع على المساطر القانونية والادارية المنظمة لقطاع التدبير الصلب ومختلف التدابير التقنية والإدارية الواجب اتباعها لتمييز النفايات المستخرجة وتدبير تصريفها عبر تدويرها وتقييمها لإعادة استعمالها بعد ملائمتها للمحيط المجالي والبيئي. وفي هذا السياق قدمت السيدة هدى الحداد رئيسة قسم البيئة والتدبير المفوض بجماعة تطوان عرضا حول تجربة تطوان شمل التدابير التقنية والإدارية التي صاحبت إعداد دفتر التحملات الخاص بخدمات التدبير المفوض لجمع النفايات المنزلية وما شابهها كإدخال تعديلات على عروض الشركتين وجعلها أكثر ملائمة لتطلعات الساكنة. كما تم وضع مساطر إدارية لتسهيل عملية المراقبة والتتبع و مسطرة تقنية تتوافق وبرامج عمل الشركتين لضمان توازنهما المالي رغبة في تحقيق خدمة موازية بجميع أحياء المدينة . هذا وقد تم إطلاع المشاركين على مختلف البطاقات التقنية ونماذج للتقارير اليومية لخلايا التتبع ومراقبة الأشغال والتي تتضمن مؤشرات نجاعة الخدمات أو تدنيها 'وعلى ضوئها يتم إما أداء مستحقات الشركتين أو اللجوء لمسطرة الجزاءات بناءا على مقتضيات بنود دفتر التحملات . كما أشارت المهندسة الجماعية في عرضها إلى كون الجماعة الحضرية لتطوان تعد السباقة في وضع برنامج سنوي للتحسيس والتواصل البيئي بشراكة مع جمعيات الأحياء التي تضطلع بمهمة توعية المواطنين بأهمية خدمات النظافة المقدمة من طرف الجماعة وضرورة الانخراط التلقائي في هذا الفعل الحضاري والمتمثل أساسا في احترام مواعيد إخراج النفايات وكذا كيفية إخراجها للمساهمة في عدم تعثر هذا المرفق الحيوي . وجدير بالذكر أن جودة العروض التقنية المقدمة خلال هذه الأيام التكوينية ساهم إلى حد كبير في إثراء النقاش والذي خلص لصياغة توصيات كالحفاظ على مناخ الثقة المتبادلة بين الجهة المفوضة والجهة المفوض لها قطاع النظافة' وتكوين خلايا مؤهلة للمراقبة والتتبع وتعزيزها بالوسائل الضرورية لاتخاذ القرارات في الأوقات الحاسمة، وكذا تفادي تقديم خدمات خارجة عن بنود دفتر التحملات لتوضيح الالتزامات والحقوق'، وإرساء أسس ناجعة للتحكم في ميزانية التدبير المفوض لضمان استمرارية الخدمات، والإشراك المباشر للمواطن في تقييم تدبير قطاع النظافة وفي المقاربة المنهجية لإشكالات البيئة بصفة عامة، ووضع خرائط وإحصائيات لضبط المجال البيئي لمعرفة الخصوصيات والحاجيات لتغطيتها على النحو الأمثل. ويمكن القول أن حصيلة هذه الورشة التكوينية كانت إيجابية إلى حد كبير حيث تمت الإجابة على انتظارات الساكنة في تحقيق بيئة سليمة من جهة وعلى سعي الجماعات الترابية للارتقاء بقطاع النظافة وطموحها لتحقيق الحكامة البيئية المنشودة.