اختَتَمت مجموعة الحضرة الشفشاونية للموسيقى الصوفية برئاسة أرحوم البقالي، مساء الجمعة 22 غشت 2014، بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة، حفلا موسيقيا روحيا ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي في نسخته الثلاثين. وهكذا تفاعل جمهور أصيلة بشكل كبير مع مجموعة الحضرة الشفشاونية، وما تؤديه من موسيقى وأمداح صوفية تميز فن الحضرة، كما أضفت "الحضارات" بأزيائهن الشفشاونية التقليدية رونقا وجمالا على الحفل إنضافا إلى الأجواء الصوفية والأذكار. ويعد فن الحضرة، الذي ظهر داخل الزوايا والطرق الصوفية، من الفنون العريقة بمدينة شفشاون التي تعرف بألوان متعددة من الفنون التراثية ذات الأصول الأندلسية، كالمديح والسماع وطرب الآلة. وتتميز الحضرة بكونها فنا يقتصر على النساء فقط، لها طقوسها ورموزها وأمكنتها ومناسباتها الدينية والاحتفالية والاجتماعية، حيث تلتقي نساء المدينة في مثل هذه المناسبات داخل البيوت والزوايا لصلة الرحم وإقامة طقوس الأذكار والمديح والتقرب من الله بابتهالات ودعوات يغلب عليها الطابع الصوفي، و التشبث الكبير لنساء شفشاون بالموروث التقليدي لفن الحضرة، مكنه من الاغتناء على مر الأجيال، حيث حافظ هذا الفن على مكانة رفيعة مكنته من ترسيخ البعد الصوفي لهذا اللون الغنائي. وتتخلل هذه الجلسات الموسيقية الصوفية أمداح نبوية وطقوس " الجذبة - التخشيعة"، التي تغيب فيها النساء المتخشعات عن وعيهن لحظة الاستنجاد بمكارم الرسول والأولياء وذكر مكرماتهم، على الإيقاعات المنبعثة من آلات "البندير" و"التعريجة" في تناسق وانسجام. وتكون نهاية الحفل الديني بالدعاء الصالح للخلف، وذكر مكرمات وفضائل السلف، والتقرب من الله. يذكر أن أرحوم البقالي حازت على الجائزة الأولى في الصولفيج وعلى الشهادة الشرفية للإتقان الثاني في الموسيقى الأندلسية عندما كانت تدرس في المعهد الموسيقي، أسست سنة 2004 أول فرقة فنية نسائية للفن الصوفي في المغرب تحت اسم "أخوات الفن الأصيل"، ودأبت على تلقين فن الحضرة الشفشاونية والمديح والسماع لأكبر عدد من النساء والشابات. وكانت أرحوم البقالي ومجموعتها أول من قدما للجمهور المغربي والأجنبي فن الحضرة الشفشاونية بشكلها الفني الحالي المنظم في وسائل الإعلام السمعية البصرية وفي المهرجانات الوطنية والدولية. الشاون بريس