تقرير عن نشاط المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق/الفنيدق ليوم الاثنين 19 رجب 1435ه موافق 19 ماي 2014م برحاب كلية أصول الدين بتطوان في إطار انفتاحه على المؤسسات الجامعية والمراكز العلمية، وبمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس كلية أصول الدين بتطوان، نظم المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق/الفنيدق برحاب الكلية محاضرة بعنوان :" نظرات في تحقيق التراث المغربي الأندلسي" لخبير الأندلسيات فضيلة الدكتور محمد مفتاح ، حضرها إلى جانب ثلة من أساتذة كلية أصول الدين أعضاء المجلس العلمي وطلبة الدراسات العليا الماستر والدكتوراه وطلبة نهائي التعليم العتيق والخطباء والوعاظ من الدارسين والباحثين الشباب . وافتتحت المحاضرة بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب الباحث بالكلية محمد المشكوري تلتها كلمة عميد الكلية الدكتور محمد التمسماني الذي أشاد بهذه المبادرة الطيبة لرئيس المجلس العلمي، وبالحضور من الأساتذة الباحثين المهتمين وبالشخصيات العلمية، وأعلن عن توقيع اتفاقية شراكة مع المجلس العلمي، واعتبر المحاضرة تفعيلا لاتفاقية الشراكة مع المجلس، ثم أعطى السيد العميد الكلمة لرئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق/الفنيدق الدكتور توفيق الغلبزوري ليقدم للمحاضر والمحاضرة، فتميزت كلمة رئيس المجلس العلمي بتأكيده على انفتاح المجلس على المؤسسات العلمية والثقافية والمجتمع المدني بالإقليم، وأثار انتباه الطلبة الباحثين والحاضرين إلى المحاضر ومكانته العلمية والى قيمة المحاضرة وأهميتها في مجال البحث العلمي، كما أشار إلى الدور الكبيرالذي تقوم به كلية أصول الدين في تكوين وتخريج الكفاءات العلمية المعروفة والمشهود لها. ثم أعطى الكلمة لفضيلة الأستاذ المحاضر الدكتور محمد مفتاح، فمهد لموضوع محاضرته بالحديث عن أهمية التحقيق عموما، وتحقيق التراث الأندلسي خصوصا ، وذكر بأنه من مفاخر الأمة الإسلامية لاشتماله على مختلف العلوم مما جعل غير المسلمين يهتمون به اهتماما كبيرا. وفي حديثه عن تحقيق المخطوطات وتخريج النصوص، ذكر الدكتور مفتاح بضرورة اعتماد مجموعة من الشروط والآليات، من أهمها تحصيل مكتسبات قبلية من العلم بمظان المخطوطات وانتقاء الملائم منها للتخصص المطلوب، وتحدث عن شخص المحقق وما يجب أن يتحلى به من الصفات والعلوم المختلفة وبالخصوص العربية صرفا ونحوا وبلاغة وعروضا مع إدراكه لخبايا التحقيق وتحصيل مهارات معلوماتية، وإحاطته بمجموعة من المعلومات والتقنيات للتمييز بين الخطوط وأنواعها، والأشكال وأوصافها، والخلاف في النقط، والمعرفة بالمصطلحات المتداولة بين الباحثين، ويندرج ضمن هذا المحور التقنيات المستخدمة في هذا الفن مثل التعرف على الناسخ وزمانه، وعزو الأشعار والأمثال، والمحافظة على النص، وتخريج الآيات والأحاديث، والعناية بالفهرس وضبط الأعلام والأنساب، وغيرها من الوسائل والتقنيات، كما ذكر المحاضر بالصفات الخلقية التي ينبغي أن يتحلى بها الباحث المحقق، من أهمها الأمانة العلمية في نقل النصوص، مع ضرورة الصبر للتنقل والبحث بين مختلف المكتبات العامة والخاصة ، ولأهمية التراث الأندلسي واهتمام المسلمين وغير المسلمين به أشار الأستاذ المحاضر إلى أنه ظهرت بالأندلس ثلاث مدارس مختلفة فيما بينها في منهج التعامل مع التراث الأندلسي، هي المدرسة المغربية وهي أعلاها، والمدرسة المشرقية، والمدرسة الاستشراقية. وفي الختام أوصى المحاضر بضرورة الاختيار من بين مخطوطات التراث الإسلامي ما يغني الدراسات الإسلامية ويضيف جديدا للأمة والمعرفة وما حقق منها وكان ذا جودة وإتقان يستحق أن يطبع ويخرج للاستفادة منه . وعقب هذه المحاضرة تم التوقيع بين رئيس المجلس العلمي وعميد الكلية على عقد اتفاقية شراكة وتعاون بين المؤسستين ثم تبادلا الهدايا والتهاني وسلما بالمناسبة هدايا تذكارية للمحاضر، ثم فتح باب النقاش لطرح الأسئلة والتعقيب عليها، وختم النشاط بدعوة الحاضرين إلى حفل شاي .