بمناسبة يوم المخطوط العربي (الموافق لليوم الرابع من شهر أبريل في كل سنة) نظّم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان (التابع للرابطة المحمدية للعلماء)، ومعهد المخطوطات العربية (التابع للإليسكو) ثلاثة أنشطة علمية وثقافية احتفاء بالمخطوط العربي توزعت ما بين لقاء تكريمي لشخصية علمية خدمت المخطوط تحقيقا ودراسة، وزيارة ميدانية تعرّفية للمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، وندوة علمية تعريفية بأهمية وقيمة الكتاب والمخطوط العربيين لفائدة تلاميذ مؤسسة تعليمية. ففي إطار ثقافة الاعتراف، وبالتعاون مع ماستر التربية والدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، استهل المركز أنشطته بلقاء علمي تكريمي تحت شعار "قيم الثقافة وثقافة القيم"، تم فيه الاحتفاء بالمسار العلمي للأستاذ الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي، وذلك يوم الاثنين 4 أبريل 2016 بمقر المدرسة العليا بمرتيل، حيث توزعت أعمال اللقاء على افتتاحية، وثلاث جلسات؛ الأولى خصصت لمداخلتين علميتين، والثانية جُعلت لسماع بعض الشهادات، والثالثة خُصِّصت لعرضٍ علميٍّ ألقاه الأستاذ المُكَّرم في مجال المخطوط بعنوان: "رحلة جعفر ابن الحاج السلمي في التراث: من البحث عن الذات إلى البحث عن الموضوع". افتُتِح اللقاء بكلمة ترحيبية وعرضية للدكتور جمال البختي رئيس المركز، بسط فيها برنامج الندوة، وألقى رسالة معهد المخطوطات العربية في المناسبة، وانتقل بعد ذلك للتعريف بالمُكرّم، مركزا على الدواعي العلمية والموضوعية التي جعلته موضع العناية والاحتفاء في هذه اللقاء، وتحدث عن مهامه الإدراية والمهنية، وعن مساره العلمي الطويل والغني، وعن خدمته المتميزة للمخطوط العربي والمحلي، كما فصّل في عرض أعماله التي تنوعت ما بين تأليف وتحقيق ومراجعة وإشراف وترجمة، أعقبتها كلمة ترحيب من جانب المدرسة العليا للأساتذة. ثم انطلقت الجلسات العلمية لهذا اللقاء بمداخلات كل من د. رضا بودشار وذة. إكرام بولعيش وفي جلسة الشهادات تم الاستماع إلى كلمة الدكتور امحمد بن عبود والدكتور مصطفى اعديلة والأستاذة حسناء داود والدكتور بدر العمراني والأديبُ قطب الريسوني برسالة وجهها إلى المكرم (ألقاها نيابة عنه الدكتور بدر العمراني)، ثم أسدل الستار على هذا الحفل العلمي بتسليم درع تكريمي قدمه رئيس مركز أبي الحسن الأشعري لشخص المُكرم اعترافا له بما قدم للمكتبة العربية والأجنبية من تحقيق واعتناء وإشراف ومراجعة ونشر لنفائس مخطوطات التراث المغربي. وقام الباحثون بمركز أبي الحسن الأشعري بمعية عدد من طلبة الماستر والدكتوراه من كلية الآداب وكلية أصول الدين، يتقدمهم رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي، بزيارة علمية تفقدية للمكتبة العامة والمحفوظات بمدينة تطوان، والتي تعتبر واحدة من أهم المكتبات والخزانات على الصعيد الإقليمي والوطني لما تحويه من الأعلاق والنفائس والذخائر. وقد تفضل الأستاذ المحترم ميمون يعيش (محافظ المكتبة) مشكورا، بمرافقة الوفد الزائر إلى مختلف أروقة المؤسسة وأجنحتها من بداية هذه الزيارة العلمية إلى نهايتها. ثم تكللت سلسلة هذه الاحتفالية بتنظيم ندوة علمية توجيهية بالثانوية الإعدادية "الجبل" بنيابة المضيق لفائدة تلاميذها في موضوع: "قيمة الكتاب العربي بين المطبوع والمخطوط" أطرتها الباحثتان بالمركز الأستاذة حفصة البقالي والأستاذة غزلان بن التوزر، وسيرت جلساتها الأستاذة إكرام بوشنيطة (ممثلة للمؤسسة الإعدادية)، والتي عبرت في كلمتها عن سعادة إعدادية الجبل لاحتضان هذا النشاط ضمن نادي القرآن والسنة النبوية بالمؤسسة التي تشرف عليه. وقد حضر هذا اللقاء رئيس مركز أبي الحسن الأشعري والباحثون به وبعض الأطر التربوية بالمؤسسة ورئيس جمعية الآباء وأولياء الأمور بها وعدد من تلاميذها، بالإضافة إلى المندوب الإقليمي المكلف بوزارة التربية الوطنية بالمضيق وممثلة المجلس العلمي المحلي بالمضيق/الفنيدق. طباعة المقال أو إرساله لصديق