حذر المشاركون في اليوم الدراسي حول إشكاليات التهيئة الحضرية والتنمية البشرية بساحل المضيقالفنيدق من تعرض الساحل لأخطار متعددة كمشاكل التساحل والتلوث والفيضانات وانزلاقات التربة نتيجة عوامل طبيعية ثم تدخل الإنسان غير المنظم والذي يسبب خللا في المنظومة البيئية. كما دعوا إلى ضرورة الاهتمام بالمورد الطبيعي الأول بالمنطقة وهو الساحل في كل عمليات التهيئة وبرامج التنمية، إضافة إلى ضرورة تفعيل دينامية المجتمع المدني المحلية في الحفاظ على الموروث الطبيعي والعمل على مأسسة مشاركته الفعلية قبل إنجاز المشاريع العمرانية التي تضر بالبيئة. وأبرز المشاركون في هذا اليوم الدراسي المنظم من طرف مركز فضاءات الشمال للتنمية والشراكة يوم السبت 3 ماي الجاري، الحاجة لعملية تقييم للتدبير الحضري بعد مرور 100 سنة من التشريعات ووجود أكثر من 100 نص قانوني لتدبير المجال والمدن، علاوة على التأكيد على وجود واقع عمراني معقد على المستويات المؤسساتية والقانونية والعقارية مرتبطة بتعدد الفاعلين وتداخل الاختصاصات وعدم ملاءمة القوانين وتقادمها وتقلص الاحتياط العقاري للدولة. وعرف هذا اللقاء مشاركة العديد من الفاعلين والمتخصصين في مجال التهيئة الحضرية والتنمية البشرية بالساحل، وأكد الأستاذ محمد اليوبي الادريسي أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان على اعتبار الإطار المنهجي لتتبع وتقييم الحكامة والالتقائية المجالية إطارا عاما لتقييم وتتبتع وضعية التنمية البشرية بالجماعات الترابية يهدف إلى تجاوز العقبات وهندسة الحلول وقراءة التجارب بشكل علمي وهادف لإبراز مواطن القوة والضعف، مشيرا إلى ضرورة توفر الفاعلين المحليين على إمكانيات وأدوات للمساهمة في الارتقاء بالحكامة المحلية. من جانبه، أشار عبد السلام بوغابة أستاذ الجغرافيا بجامعة عبد المالك السعدي إلى تميز المنطقة باختلالات مجالية متعددة، وغياب هندسة عمرانية للمدن رغم المشاريع الهيكلية الكثيرة وتوجه السكان والأنشطة الكثيفة نحو الساحل وتعقد الأنظمة العقارية بالساحل. فيما أكدا كل من عبد الخالق الحدراوي ومصطفى بهاني اللذين يشغلان تواليا منصب الكاتب العام لجماعتي المضيقوالفنيدق الحضريتين على أهمية المخططات الجماعية للتنمية كتجربة جديدة متميزة يتطلب تفعيلها مواجهة إكراهات متعددة متعلقة بالوعاء العقاري وتقادم المخططات التوجيهية وغياب النص التنظيمي وإكراه الزمن وتعدد المتدخلين من أجل أن يجد المخطط مكانته اللائقة ضمن المشاريع الكثيرة المهيكلة للمنطقة، إضافة إلى أهمية مشاركة النسيج الجمعوي في بلورة مخطط التنمية الجماعي خاصة على مستوى التشخيص التشاركي لواقع حال الجماعة ثم التخطيط وبرمجة المشاريع ذات الأولوية. وخلص اليوم الدراسي، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بالجماعة الحضرية للمضيق، إلى أهمية استحضار ومحاسبة كل المتدخلين في المجال بما في ذلك سلطات الوصاية والقطاع الخاص واللوبيات العقارية. و ضرورة استحضار الذوق الجمالي والتربية على المواطنة وتجاوز الهاجس الأمني في تدبير المدن. إضافة إلى التأكيد على دور وأهمية البحث العلمي في صياغة البرامج التنموية باستحضار الدراسات العلمية للمخاطر المهددة للتعمير بساحل المضيقالفنيدق. علاوة على التفكير في تأسيس مرصد محلي للتنمية البشرية. جدير بالذكر أن مركز فضاءات الشمال للتنمية والشراكة يسعى إلى المساهمة في خلق دينامية تعزز التنمية الديمقراطية وخلق فضاءات للحوار والتشاور بين مختلف المتدخلين في شمال المغرب إضافة إلى العمل على دعم النسيج الجمعوي بشمال المغرب من خلال إرساء عمل القرب.